النازحون وحكايات الجشع

الهلال الأحمر يقدم الدعم النفسي لأطفال الأسر النازحة في طرابلس (الصورة: وكالة الصحافة الليبية)

قصة 1..

عائلة نازحة، خرجت في إجازة لمدة أسبوع!! عند عودتها إلى البيت الذي قاموا باستئجاره، وجدوا أن قفل الباب الرئيسي تم تغييره!!

حاولوا الاتصال بصاحب العقار، لم يجب؟؟!!

بعد يومين أجاب على اتصالاتهم، ومكنهم من الدخول والحصول على حاجياتهم، فقد قام بتأجير الشقة إلى آخر، دفع 500 ديناراً ليبياً زيادة عن قيمة الإيجار الأصلي.

متابعة القراءة

سوق الكتب المستعملة (سوق العتق)

سوق العتق بمنطقة باب الجديد، بالمدينة القديمة – طرابلس. عن الشبكة

تبدأ علاقتي بسوق الكتب المستعملة، منتصف تسعينيات القرن الماضي، حيث كنت بين الفينة والأخرى أتردد عليه، ومع نهاية التسعينيات صرت زبوناً للبعض من بائعي الكتب.

كان باعة الكتب يفترشون الأرض مقابل وبجانب، باب الجديد، وفي الساحة التي بجانب الريجية، والتي كانت تعج بالكثير من باعة الأشياء المستعملة، والملابس المستعملة والجديدة، وبعض السلع الغذائية ومواد التنظيف، وأشرطة التسجيل والأقراص المضغوطة.

في زيارتي لهذا السوق، كنت أركز اهتمامي على الكتب بالدرجة الأولى، حيث أنتقي في كل مرة مجموعة من العناوين، وأعود بها للبيت، قبل أن يبدأ اهتمامي بالكمبيوتر بدخولي للجامعة، لأجد في هذا السوق غايتي في كتب الحاسوب، والتي كانت أسعارها منافسة لما تعرضه مكتبات طرابلس ذلك الوقت، وكان لأحد هذه الكتب مساهمة كبرى في مشروع تخرجي. ومع دخولي لعالم الإنترنت، كان للكتب التي أشتريها من على الأرصفة دوراً كبيراً في تطوير والإضافة لحصيلتي المعرفية.

كانت أسعار الكتب، أكثر الأسباب التي تدفعني للمحافظة على زياراتي لهذا السوق، إضافة للعلاقة الحميمية التي نشأت بيني وبعض الباعة واكتشافي مقدار ما يتمتعون به من مستوى ثقافي ومعرفي.

ثاني الأمور التي كنت تشدني لهذا السوق، هو شراء الأقراص المضغوطة، فكنت أقوم بشراء نسخ الأفلام والبرامج، والأقراص التعليمية، بأسعار منافسة.

مازلت قدر الإمكان أحافظ على زيارة هذا السوق، ما أستطيع.

أطرف المواقف التي عشتها في سوق الكتب المستعملة، أنه بعد قضاء يوم مع الأصدقاء، قررت زيارة السوق الذي كان ينتعش بعد صلاة المغرب، فاتجهت إليه، وكان أحد الباعة قد عرض مجموعة من الكتب الجديدة، من بينها مجموعة كتب لـ(محمد حسنين هيكل)، وبعد اختياري لمجموعة عناوين من بينها (خريف الغضب)، دفعت ثمن مجموعة الكتب، واتجهت إلى المحطة للعودة للبيت.

في الطريق اكتشفت أني أنفق كل ما لدي من مال في كيس الكتب الذي في يساري، التفتت إلى السوق، وكنت قريباً من محطتي المقصودة، خط بن عاشور. كنت أفكر بالعودة للبائع وإعادة أحد الكتب، حتى فاجأتني يدٌ على كتفي.

كان أحد الأصدقاء القدامى، والذين جمعتني الحركة الكشفية بهم، في مرحلة المتقدم، فبدأنا حديث الذكريات قبل أن يستدرك هو:

– شن ادير هني؟

فأخبرته بعادتي في زيارة باعة الكتب، وحكيت له قصتي في إنفاقي لكل المال الذي لدي، وأني أفكر في العودة لإعادة أحد الكتب. فعلق:

– وين طريقك؟

– الحوش؟

– قاعدين في بن عاشور؟

– إيه نعم.

– خلاص أنت في طريقي!!!

كان صديقي يعمل على خط: الضهرة، بن عاشور، زناته، فأخذني في الكرسي الذي بجانبه في سيارته التيوتا (12 راكب)، وأكملنا حديث الذكريات، حتى وصولي البيت.

سوق الكتب، بمنطقة سوق الثلاثاء بعد احتراقه. عن صفحة الصيدق البلعزي حسن.

يطلق على هذا السوق، سوق العتق، وكان الفراشة (الباعة الذين يفترشون الأرض) يتخذون من المساحات بجانب الباب الجديد، بسور المدينة القديمة مكاناً لعقد هذا السوق، قبل أن ينتقل بعضهم ويتوسع بمحطة الركاب (محطة الأفيكوات) التي أزيلت الآن. في هذا السوق، ولازالت، تباع الكثير من الأشياء، خاصة المواد المستعملة، فقد تجد أحدهم جالساً وأمامه أجهزة إلكترونية مهشمة، أو محولات مفكوكة، والسر؛ إنه يتكسب من بيع الأجهزة الداخلية، أو أسلاك النحاس.

آخر مرة زرت فيها السوق كانت قبل حوالي سنة ونصف، صحبة ابني يحيى، فر رحلة تعريفية بالمدينة القديمة، وجدا أنفسنا فيها في وسط السوق.

في ختام هذه التدوينة، أشكر الصديق “البلعزي حسن” الذي حرك ذاكرتي بعرضه لمجموعة من صور باعة الكتب بسوق الجمعة، التي تحول إلى أطلال سوق الثلاثاء بعد احتراقه.

طرابلس يا جنة

#أنا_أدون

هارباً من البرد (السفنقري)، ولجت ممنياً نفسي ببعض الدفء، والراحة ليقني أن عدد الأجساد المتراصة سيكون كبيراً –كالعادة-.

استلمت دوري في الطابور الطويل، خاصة وأني انتهيت اليوم من عملي مبكراً، اجتماع بدأ عند الثامنة صباحاً، وانتهى عند العاشرة، عرجت على بيت الوالد لقربه من مقر الشركة الرئيسي، استأنست بفنجان قهوة صحبة الوالدة، ثم غادرت قاصداً المصرف.

لحظات، ووقف خلفي رجلٌ في العقد السادس من العمر على أقل تقدير، خط الزمان خطوطه بشكل واضح على جبينة ووجنتيه، ثم لحقه آخر في ذات العمر، أسمر البشرة، بابتسامة بيضاء مميزة. وحال انتهائي من رد التحية، عاجلني الأول:

  • قنينة هالشنيطة، الصغيرة.. تعطيهالي؟؟؟.

وبسرعة رد الثاني:

  • وين يا حاج، تي هادي فيها الحيلة والفتيلة!!!

في العادة، عندما لا أكون مداوماً في عملي، ولأني لا أحب حمل الأشياء في جيوبي، باستثناء الأقلام، فإني أضع حقيبة صغيرة، تتوضّع على جانبي لحمل هاتفي، ومذكرة صغيرة وقلم.

هممتُ برفعها عني، لكن العجوز عاجلني:

  • نبصّر يا وليدي، لكن عارف هالشنيطة شن نسموا فيها، قبل؟

يبتسم، العجوز الأسمر، وأنا أعلن عدم معر فتي، فيجيب الأول:

  • نقولولها (الجبيرة)، وكانت من القماش.

يضيف الآخر:

  • لكن الأوربيين خدوها وفتلكوها، زي هلبه حاجات.

وبدأ حديث عن اللباس القديم:

  • زمان،….، كانت (المحرمَة)، وكانت معقودة مع (التكامية)، وديما مدسوسة لداخل. كان الواحد يجبدها، يستعملها ويردها، ماتطلعش لبره.
  • توه خلاص كلها معاش تلبس العربي إللا في الجّمُع والمناسبات.
  • توه كلها تلبس في الجلابية الخليجية، واللبس الخليجي، وكأن ماعندناش لبس محترم!!!؟؟؟

متابعة القراءة

خمس روايات لليلة واحدة

تعليق

#أنا_أدون

ليلة البارحة لم تكن عاديةً ولم تكن استثناءً، في ظل ما تعيشه طرابلس وليبيا عامة أمنياً.

بدأت أحداث ليلة البارحة عند حوالي الـ11، عند سماعي لأول صلية، لكني لم أهتم، فالأمر يتكرر، ولا داعي للخوف، لكن مع تكراره وبصوت مرتفع، جعل ابني يقفز إلى حضني، وهو خائف، دفعني للانتباه، لكني لم أبرح مكاني حتى لا أخيفه، خاصة وإنه على وشك النوم.

وما إن نام قررت أن استجلاء الأمر، ومن لي غير الفيس!!!

لم يكن بالفيس الكثير، الأكثر يتساءل ويرجح، ومع مرور الوقت زادت الأصوات قوة، خاصة وإنها صارت من مكانٍ قريب لسكناي. ظللت ساهراً، أقوم بمراقبة الأطفال مخافة أن ينهضوا فزعين، بعد ساعة، عدت للفيس، في محاولة للفهم.

*

مرت الليلة، عصيبة فر فيها النوم!!!

في الصباح حاولت فهم الأمر، وبعد تصفحٍ وبحث خرجت بالروايات التالية، ترتبياً:

الرواية الأولى

كانت أولى التعليقات، بأن ما يسمع من أصوات إنما تصدر عن عرس أحد (قناقن طرابلس).

متابعة القراءة