حجاج ليبيا 2012

الكل بلا استثناء يتحدث بفخر عن روعة التنظيم ودقة العمل بمطار معيتيقة الدولي في ترحيله لحجاج بيت الله الحرام.. حجاج ليبيا لهذا العام، يتمتعون برعاية وتنظيمٍ خاصين من قبل الدولة الليبية، ممثلة في اللجنة الأمنية العلية التي حرصت على تأمين المطار وضبطه بحيث تسير الأمور بشكل سلس وهادئ وبعيدٍ عن الازحام، الأمر الذي يكفل راحة الحاج.

شركة المدار، تقدم خدماتها لنقل أمتعة الحجاج ومساعدة الضعفاء منهم على التحرك داخل الصالة، كما زودهم بحقيبة كهدية.. هذا غير المشرفين الذين يقومون على تسجيل الحجيج وترتيب حقائبهم.

الخطوط الأفريقية، تعمل بجد من أجل تأمين رحلة طيران هادئة وآمنة. في مواعيد ثابتة تحت إشراف طاقم ضيران وضيافة وهندسة يقدم ما في  وسعه لأجل خدمة الحاج الليبي.

الطيران المدني يقوم بدوره على أكمل وجه.

لجنة مكافحة الجريمة تقوم بدورها المنوط بها.

الكل يقدم ما في وسعه.

الكل يقول ليبيا بخير

 

هل يحتاج الليبيون الـ1000 دينار

هل يحتاج الليبيون الـ1000 دينار، لحل مشاكلهم؟

هل الـ1000 دينار، كافية لحل مشاكل المواطن الليبي، والعائلة الليبية؟

هل هي محاولة من المؤتمر لمساعدة المواطن الليبي أم طريقة لشراء رضاء الشارع، حتى يسكن عن المستوى المتدني لأداء المؤتمر؟، الذي صدمنا فيه كلنا، خاصة وإنا نادينا به وأزعم إنا ساهمنا بالدعوة له، حتى ينتخب كل ليبي؟.

 

في ظني إن المواطن الليبي لا يحتاج الـ1000 دينار، لأنها لن تحل مشاكله، ولن توفر له الأمن والأمان، ولن تجعله ينام مرتاحاً ليحلم. إنه يحتاج إلى أكثر من 1000 دينار وغيرها. ولن تكفيه حتى 1000000 دينار. فالأفضل لو يتم النظر للمواطن الليبي بعين المسؤولية، وأنه يستحق الكثير لما قدمه.

 

سيكون من الأفضل لو بينت بهذه المبالغ مساكن، أو أقيمت مشاريع صناعية، أو زوج بها الشباب.. القصد مشروع ذو إنتاجيه لا أن تذهب في مصاريف يزداد بها المتخمون تخمة، وتأخذ من جهد المواطن البسيط أكثر.

 

أيها المؤتمر راع فينا الله.. وإد ما أؤتمنت عليه.

 

عادم دراسي جديد

1

يوم الأحد 30-9-2012 كعادتي أفقت باركاً.. وعند حوالي السابعة والنصف قررت الخروج والوقوف إلى تقاطع الشوارع القريب من البيت. توقف في الجانب المفتوح حيث يمكنني مراقبة أكثر ما يمكنني من الشوارع، وهدفي التلاميذ.

نعم، اليوم هو أول أيام العام الدراسي الجديد في ليبيا 2012-2013. عام دراسي من المفترض أن يكون أُعد له بحيث لا يعاني من أي مشاكل أو معوقات تحول بين إتمام السنة الدراسية على خير ما يتمناه أي ولي أمر، خاصة وإن ليبيا تشهد الكثير من التغيرات على الصعيد السياسي والكل يأمل أن يواكبها تغير اجتماعي وعلمي يكون المدد لليبيا الجديدة.

المشهد أكثر من رائع، حيث أسكن ثمة أكثر من مدرسة لأكثر من مستوى تعليمي، يعني؛ حتى الثانوية العامة، التي اتخذ قرار بالعودة إليها كنظام تعليمي مؤهل للدخول للجامعات والمعاهد العليا. المشهد كان غنياً وواعداً، أولياء الأمور يقومون بإنزال أولادهم عند بابا المدرسة ليترجل منها التلاميذ، على وجوههم ابتسامة كبيرة، وفي جبينهم قرأت وعداً بالنجاح.

عند الركن، قريباً من إشارة المرور، تمركز بعض الشباب، أظنهم يريدون المدرسة الثانوية القريبة، لكني بعد لحظا اكتشفت سبب وقوفهم لهذا الركن، كانت ثمة مجموعة من الفتيات –بنات الثانوي- تمر، يضحكن، ويتغامزن. تذكرت أياماً مضت، وكأن التاريخ يعيد نفسه، مع اختلاف الملابس وكريمة الشر وطريقة قصه، وأمور أخرى للوقت دوره الكبير فيها.

الجميل في منظر التلاميذ الصغار، هو البهجة التي ينشرونها في الشارع والمكان، ملابسهم الزرقاء –القرمبيولات- وكأن السماء حلت بيننا، والقمصان البيضاء للفتيان، توزعهم كغيمات هنا وهناك. كان أحد التلاميذ بصحبة أخيه الأصغر، ويبدو أنه في سنته الدراسية الأولى، كان يجري خُطوات ويتوقف حاثاً أخيه على الإسراع: (هيا هيا).

2

قبيل الظهيرة عدت للبيت، وفي الطريق مررتُ بأكثر من مدرسة، الجميل هو أني وجدت التلاميذ يخرجون بكتبهم الدراسية الجديدة. مدرسة خاصة زودت تلاميذها بحقائب بلاستيكية من نوعية فاخرة تحمل اسم المدرسة لحمل الكتب، بدل أن يحملها التلميذ بين يديه. فأغلب التلاميذ لم يحضروا ما يحملون فيه كتبهم، ربما لظنهم إن الكتب غير جاهزة.

3

لم أرد التحدث عن ما تمر به ليبيا من مخاض سياسي، في اعتذارات رئيس المؤتمر الوطني، أو ما يطرح ويتناول حول حكومة “أبوشاقور”، أو حتى الوضع الساخن في “بني وليد”، لظني أن الغد –بإذن الله تعالى- أكثر إشراقاً، بأولادنا، وأنهم هم من نعول عليهم لبناء ليبيا ورفع اسمها عالياً، والحفاظ عليها. وهي فرصة لمساعدة النشأ على الحياة في بيئة صحيحة وسليمة.

وأحب أن أنبه لبعض النقاط التي أرى من الضروري مراعاتها، أولها: توفير من يراقب دخول التلاميذ للمدارس والخروج، كأن تقوم إدارة المدرسة بتعيين مشرف يومي لتقنين الدخول وإيقاف السيارات لعبور التلاميذ والحفاظ على سلامتهم. ثانياً: مراقبة المقاصف المدرسية وما تقدم من مواد غذائية. ثالثها: تقنين الجدول الدراسي بحيث لا يحتاج التلميذ لأن يحمل حقيبة تزن أكثر من 10 كيلوجرام. رابعها: وربما أولها، تأهيل المدرس. خامسها: وربما تحتاج لبعض الوقت، تأهيل المؤسسات التعليمية وتطوير المناهج.

تلميذ اليوم الناجح، رجل الغد. وهو الاستثمار الأمثل والذي علينا التعويل عليه لمستقل أكثر ازدهاراً، وهذا يفرض أن نتعاضد جميعاً، من أجل الدفع بحركة التعليم في ليبيا، ولو بالدعاء، المسؤولية تضامنية لا فرق فيها بين أحد.

 نشر بمجلة الكاف الإلكترونية

تخبط

لا أجد من الأوصاف لوصف ما تبر به ليبيا الآن إلا (التخبط)، وإن كنت أعتبر أن ما تمر به البد من مخاض هو حالة صحية، تعكس سلامة الجسم وعودته للتعافي وريداً رويداً. إلا أن ما تصرف مسؤوليه هو ما أوقعه في مثل هذا الحالة (الملخبطة).

ولا أوضح من حالة تخبط رئيس المؤتمر الوطني “د.محمد يوسف المقريف”، الذي لا تكاد يتفق في تصريحاته، فينتقل من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، أو يرتفع، لينزل سريعاً، وكأنه لا يجيد الحكم على الأمور، أو كيفية التعامل مع الأزمات. فها هو يتحدث باسم ليبيا ويعتذر أمام مجمع الأمم المتحدة باسم عما اقترفه نظام الطاغية، ثم يعود لليبيا ليقول أنها ستكون علمانية، ليعود ليعتذر.

صورة أخرى لهذا الخبط، اختيار حكومة “أبوشاقور” وما رافقها من أحداث وما قيل فيها وعليها، في الوقت الذي علق عليها الليبيون الكثير من الآمال، كونها ستضمن لهم بداية بناء دولة حديثة. هذا ناهيك عن تصريحات الوزراء التي تعكس تسرعهم وعدم درايتهم، ومحاولة إرضائهم للشارع الليبي.

إن هذا التخبط مراقب مباشرة من كل أفراد الشعب، الذي يدرك ويعي ما تحتاجه البلاد لمرحلة التأسيس، وهو بمسؤولية يتعامل مع الدولة الممثلة في المؤتمر الوطني ويحترم قراراته بعد أن وضع ثقته في ممثليه. وعلى الحكومة أن تبادل المواطن ذات القدر من المسؤولية والوعي والإدراك بحاجاته، وألا تلعب ذات اللعبة القديمة، وأقصد المرتبات.

ولعل أكثر ما يفسر حالة التخبط هذه، ما حدث من اقتحام لقاعة المؤتمر الوطني، من قبل مجموعة من المعترضين. وأياً كان سبب اعتراضهم، واعتراضنا على طريقة تعاملهم وتصرفهم غير المسؤول. إلا أنه وبالرجوع للجذر، سنكتشف أن المسألة في أصلها هي تخبط الحكومة الليبية. وأرى أنه من المفروض على المؤتمر الوطني:

– أن يعتدل في تصريحاته، ولا يتعجل إصدارها.

– تكوين لجنة مختصة تقف على كل ما يصدر عن المؤتمر الوطني، وخاصة رئيسه “د.محمد يوسف المقريف”.

– أن تكون ثمة لجنة مماثلة في كل وزارة، حتى تكون تصريحات الوزراء على قدر من المصداقية والمسؤولية.

– الشفافية، والتعامل مع المواطن بمسؤولية، كون المجلس يستمد شرعيته منه.