ماذا أقول لابني

1

في العام الماضي، كتبت منشوراً على حائطي الخاص في الفيسبوك، قلت فيه: إنه لا يمكنني وأنا أرى ابني “يحيى”، يكتب واجباته المدرسية على ضوء مصباح الشحن، أن أحكي له عن معاناتي في الدراسة والصعاب التي كنت أجدها عندما كنت في مثل عمره، كما كان أساتذتنا يحدثوننا.

2

في كل يوم يخرج ابني إلى المدرسة، أدعو الله أن يرجعه سالماً للبيت، فمع الأزمات الكثيرة التي تتعرض لها البلاد، وحالة الانفلات الأمني، تجعل الذهاب للمدرسة والعودة مغامرة.

في العام الماضي، ظللنا نبحث عن سبيل للوصل للمدرسة، وهي بعد ليلة ماطرة تحولت إلى جزيرة، قبل أن تبلغنا الإدارة إنها أوقفت الدراسة لهذا اليوم.

Continue reading

أغنيات في البال

الإهداء: إلى الصديق “نور الدين القبيبي”

بالرغم من الحزن الذي يسكننا، وقسوة الواقع، والصورة القاتمة للغد، ثمة فقاعة ملونة، ترتفع، وتنفجر ناشرة بعضاً من سرور.

قبل أيام، ارتفعت أحد هذه الفقاعات. راقبتها وهي ترتفع، كانت ترقص وتتمايل، وهي تدور صاعدة، حتى عاودت نزولها، فاقتربت منها، مداعباً، فاستقرت على جبيني، ثم انفجرت.

لم يكن انفجارها عادياً. فحال تشظيها، انطلقت موجة موسيقية غمرت المكان، وتملكتني. ورجعت بي لأيامٍ خوالي، كلن فيها صندوق العجائب، التلفزيون، بلا ألوان، لكن موسيقاه ملونة.

لم أدري كم مر من الوقت، وأنا تحبسني هذه الأغنيات إليها، وأرى فيها نفسي صغيراً مشدوداً إلى تلفزيوننا القديم، JVC، الأبيض والأسود.

بدأت الرحلة بحريةً مع الفنان “عادل عبدالمجيد”، السباح الخبير في (بحر الحب)، ثم من بعيد يعلن صوت مميز، لفنان أصيل، يتحسر فيها على حبه الذي ضاع بعد (24 ساعة)، لكن “أبوبكر سالم”، بالرغم من خسرانه يغني مبتسماً، ويصفق.

Continue reading

أغنية في البال: جابوا اصحابي

ثلاثي أغنية_جابوا أصحابي

لسبب ما، أقول أجهله، تعلقت بهذا الأغنية، ولأن الإذاعة الليبية وقتها، من عادتها تكرار الأغاني، حد الفدد، كانت هذه الأغنية بالذات متعة خاصة، وحتى اللحظة، مازالت هذه الأغنية المفضلة لدي، وتقفز إلى لساني في حالات الانسجام.

زادت علاقتي بهذه الأغنية، عندما بدأت التعاون مع صحيفة الشط، عندما توليت مسؤولية (منسق التحرير) والملف الثقافي، وكان مقر الصحيفة، بالقبة الفلكية وقتها، محج للأدباء والكتاب، والفنانين. وممن كان يداوم على زيارة الصحيفة، الفنان الكبير “كاظم نديم” رحمه الله.

Continue reading

المشاريع الشبابية

لدي ارتباطٌ شرطي محبب –بالنسبة لي-، فكلما ثار حديث عن الشباب، وجدتني استحضر أبيات الشاعر “أحمد رفيق المهدوي”، والتي يقول فيها:

حـيِّ الشباب ووفِّهِ الإجلال

واعقِدْ عـلى عزماته الآمال

أمـل الـبـلاد عـلى رُقـيِّ شبـابها

إن كان حيّاً لا تخاف زوالا

أرشيفية عن الشبكة

أرشيفية عن الشبكة

والشباب قوة للدفع بعجلة التقدم للأمام، والبلدان التي وضعت الخطط لتنمية قدرات شبابها، هي الدول التي تستطيع الوقوف أمام ما يواجهها من امتحانات. والاستفادة لا تعني تقديم البرامج المباشرة للاستفادة من طاقة الشباب؛ وهو ما تتبعه الكثير من البلدان، بل ثمة أكثر من وجه لهذه الاستفادة، بتقديم التسهيلات، أو فتح آفاق الحياة، وتطوير المهارات. والوجه الآخر لهذه التسهيلات أو التطوير تقديم التوعية بما يمكن للشباب وما يستطيع الشباب بالاعتماد على طاقاتهم، ومن هذه الصور المشاريع الشابة. Continue reading

الإعلام في الدستور الليبي

في نسخته الأخيرة والتي سبقتها مسودتان، كان للإعلام نصيب من مواد الدستور الليبي،  جاءت بالباب الثاني الخاص بالحقوق والحريات، في مادتين خاصتين بالإعلام والنشر. وهنا سنتوقف عند هاتين المادتين، مبدين بعض الملاحظات.

المادة (45): حق التعبير والنشر.

المادة 45_دستور

تقر هذه المادة –كمبدأ- أن حرية الكلمة وأمانتها صنوان متلازمان، بالتالي لا يمكن فصلهما أو إقصاء أحدهما. الحرية والأمانة لا يمكن التنازل عنهما لأي عاملٍ بالإعلام أو أي مؤسسة إعلامية. وربطهما ببعض يضعنا أمام مسؤولية الكلمة وأمانة نقلها بحرية بعيداً عن أي انحياز أو تطرف أو ممارسة أي إقصاء أو فرض للرأي.

وفيما يخص النشر والتعبير، تؤكد المادة أنهما حقان مصونان، ما لم يتم التعدي على الحياة الخاصة، أو التحريض على الكراهية، والعنف والعنصرية على أساس العرق أو اللون أو اللغة أو الجنس أو الميلاد أو الرأي السياسي،….. إلخ، وهذا التفصيل تلجا إليه الكثير من الدول لمنع أي ممارسة من شأنها إثارة الفتن والفرقة بين الشعب. كما وتحظر هذه المادة، أي تمنع منعاً قاطعاً التكفير، كحكم ديني، وفرض الأفكار بالقوة، أي الجبر.

عليه فالتعبير عن الرأي، فيما لا يتعارض مع هذه المادة هو أمر مكفول، وحق دستوري شرعي لكل مواطن، سواء كان إعلامياً أو مبدعاً أو مجرد مواطن عادي.

  Continue reading