القبيلة … القبيلة … القبيلة

ليبيات 39

حقائق1

في ليبيا ما يقارب الـ 140 قبيلة ومجموعات عائلية، لها امتدادات جغرافية عبر الحدود ووشائج دم مغاربية ومشرقية ومتوسطية وأفريقية عبر الصحراء. ولكن القبائل الكبيرة التي لها تأثير فعلي لا يتجاوز عددها الـ 30 قبيلة بما في ذلك تكتلات عائلية.

والتركيبة البنيوية القبلية للمجتمع الليبي، قوامها الأمازيغ والعرب وما انبثق عنهما بفعل الإسلام وبخاصة المتصوفة من قبائل المرابطين والأشراف وبفعل الدولة العثمانية من قبائل الكراغلة.

تشير إحصاءات الى أن 90 في المئة من الليبيين يستشعرون بــ(الانتماء إلى القبيلة)، إذ يعتبر 45 في المئة أن صلتهم بقبائلهم وثيقة وقوية جداً، في مقابل 45 في المئة يحسون بمجرد ارتباط بالقبيلة، في حين لا يكترث 10 في المئة لهذا الانتماء.

المظلة

في دولة لن تعرف الاستقرار السياسي لفترات طويلة، وعانت من ضعف الإدارة والتصرف، كانت للرابطة أو الروابط الاجتماعية الدور الفاعل، في تسيير الأمور وترتيبها، وفرض شكلاً من أشكال التنظيم الإداري والحكم لضبط تسيير احتياجات الفرد. في شكل تكافل اجتماعي يضمن للفرد حقوقه، وينتظر منه تنفيذ واجباته اتجاهها (فارس يحيي قبيلة، وقبيلة ما تحيي فارس).

القبيلة، كانت الرابطة الاجتماعية التي استطاعت أن تكون المظلة الحامية للفرد أو العضو الذي ينتمي إليها، خاصة في بلد محدود الموارد. وليست القبيلة مجموعة الأفراد التي تتفق النسب، إنما قد يكون بعض الأفراد المنتمين، ممن دعتهم الظروف للالتجاء أو الاحتماء، أو الانضواء.

وفي ليبيا، تمثل القبيلة العصب الأساس للتركيبة الاجتماعية للمجتمع، وعلى أساسها تدار الكثير من الأمور، وتنجز الكثير من الأحداث. فلقد سجل التاريخ الكثير مما جرى بين القبائل الليبية، من منازعات وغزوات وحروب، وتحالفات تحفظ الدعم والإسناد عند الحاجة، الأمر الذي أوجد بعض الحساسيات بين القبائل، الأمر الذي أثر على حركة الجهاد الليبي إبان الاحتلال الإيطالي لليبيا.

ارتباط

حتى بعدما عرفت ليبيا نوعاً من الاستقرار السياسي، في مرحلة أولى ممثلة في الملكية، ومرحلة ثانية من حكم القذافي، لحوالي 60 سنة، إلا أن القبيلة كان لها الدور الأساسي في بناء الدولة وإرساء سلطتها، وإن كان بشكل غير مباشر، وبشكل خاص خلال فترة حكم القذافي، التي نمى فيها من جديد الارتباط بالقبيلة، خاصة وإنها ارتبطت بتحقيق مجموعة من المكاسب المادية والاجتماعية والسياسية. فرأينا صعود بعض القبائل وتصرفها في شؤون الدولة، اعتماداً على صلتها المباشرة برأس الدولة (القذافي)، أو بناءاً على التحالفات القائمة بينها وبين القبائل الأخرى، وصارت (لمن ترجع) فاتحة لقضاء الحوائج.

ولتعميق هذا البعد القبلي، اعتمد نظام القذافي على التدخل في الشأن القبلي، من خلال الإمساك بمفاصل قضاياها الساخنة والتي تتماس مع مثيلاتها، وكان يخص بعض القبائل بزيارات خاصة، حد الإقامة لفترات زمنية. فعرفنا برقيات القبائل ودعواتها ومنحها القائد منح وعقارات في شكل هدايا.

حتى القبائل التي أظهر بعض أبنائها عصياناً، في شكل محاولات انقلابية أو أعمال سياسية، استطاع القذافي أن يوجد من أبنائها من يقوم على تنفيذ أحكام شعبية، من الإعدام في الساحات العامة، إلى التبرؤ، والحرمان من الحقوق المدنية. ومن الطريف، إن مصطلح الوطن، لا يعني ليبيا بقدر ما يعني البقعة الجغرافية التي تعيش عليها القبيلة وتمتد سيطرتها عليها.

لا شيء تغير

ثورة جديدة يقوم بها الشعب الليبي، يبتغي منها العيش حراً سعيداً، في ظل دولة تكفل له حقوقه وتشعره بإنسانيته. وخلال ثماني أشهر، عرف الشعب الليبي حالة من الالتحام والتوحد لم يعرف لها التاريخ الليبي نظر في تاريخه، ورغم محاولات القذافي المستميتة للضرب على وتر القبيلة، إلا أنه لم ينجح باستثناء بعض القبائل التي حافظت على خيطٍ يربطها به، اعتماداً على تجاربها وما طالها من تعزير.

وانتصرت ثورة 17 فبراير، واكتشف الجميع هشاشة الدولة الليبية، وأنها دولة الشخص الواحد، بلا مؤسسات يعتمد عليها، وكنتيجة مباشرة، عادت القبيلة كحضنٍ قادر على احتواء أبنائه، ومنحهم شكلاً من أشكال الدعم السياسي، وبالتالي تحول الأمر من (مكسب) إلى (غنيمة)، فصارت كل قبيلة تحاول الحصول على أكثر ما تستطيع من غنائم وحصص لتقوية وجودها، وصارت من جانبٍ خفي تتحكم في مصائر الأمور، من خلال المدن التي تتركز فيها والحدود الإدارية. وبمراجعة الكثير من الأحداث التي مرت على ليبيا خلال السنوات الثلاث الأخيرة، سنجد بالبحث الدور الكبير للقبيلة في الكثير من الأمور، فحتى اللعبة السياسية، مورست من خلال القبائل وإن اتخذت مسمى الحزب، وعلى ذات السبيل سارت المؤسسة العسكرية. ولعل المبتدأ كان حكومة (الكيب) التي اعتمدت على المحاصصة.

صراع

عرفت ليبيا بعد 17 فبراير، الكثير من المواجهات والصراعات المسلحة، وسواء شئنا أم أبينا، فإن هذه الصراعات برغم التزويق والتزيين، هي في أساسها صراعات قبلية، فبالنظر لطرفي الصراع سنكتشف أن مكون كل جهة هو مكون قبلي أصيل.

وبالنظر إلى المجتمع الليبي، سنجد إنه حتى المدن الكبيرة تعرف هذه النزعة القبلية، فالمواطن الليبي الذي يعيش في المدينة –طرابلس على سبيل المثال-، تجده لا ينتمي لهذه المدينة التي أفنى فيها جدُ جده عمره، بل هو ينتمي لمدينة ما أو قرية ما، هي في الأساس موطن قبلي، حتى أنا نفسي، وأنا أكتب هذه المقالة، لا أجد نفسي خارج هذه الدائرة –إلا ما رخم ربي-، لأني وجدت هذه الرابطة قد ساعدتني ذات مرة. ولكن هذا لا يعني نسبة الـ100%، فالكثير من العائلات في طرابلس وبنغازي –على سبيل المثال- تقطعت السبل بينها وبين قبائلها من القديم، ولم يعد من شيء يربطها إلا الاسم.

ولو نظرنا للصراع المسلح الذي تعيشه طرابلس الآن، والذي جهّز وحشّد له تحت مسمى (عملية فجر ليبيا)، وتبنته جهة ممثلة في مجموعة من الأسماء تمثل مجموعات عسكرية مسلحة ومجهزة، وقيامها بعملها العسكري دون الرجوع للدولة. سنجد إنه اتخذ الصفة القبلية، فالشارع لا يقول بـ(عملية فجر ليبيا)، لكنه يرى إن ما يحدث هو صراع قبلي بين (مصراتة) و(الزنتان)، وأنه ثمة أحلاف تدعم كل طرف.

والمتتبع سيجد إن الليبيين انقسموا بين مع وضد، باختلاف مرجعياتهم وحساباتهم، وبنظرة سريعة على موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، سنكتشف العمق القبلي وأثره الكبير في التكوين الثقافي والمعرفي للشعب الليبي، بناءاً على ما يحدث في طرابلس الآن. وسنجد من التحليلات المدهش والغريب والمتطرف.

إن التحدي الحقيقي لقيام الدولة الليبية، هو بناء العقلية الليبية وإخراجها من دائرة القبيلة إلى دائرة الوطن، أو الولاء للوطن كأرض تجمع الليبيين وتصهرهم جميعاً في بوتقته، بحيث يستفاد من هذا الجهد في بناء الدولة، بدل تشتته في قضايا هامشية.

*

حفظ الله ليبيا

_________________________________________________

1- «القبلية» وطبيعتها في ليبيا / فرج نجم (موقع ؤسان).

فجر .. فزع .. مجهول

ليبيات 38

فجر 15 رمضان

ما حدث في من مواجهات عسكرية فجر 13 من شهر يوليو الجاري، بقدر ما يعكس هشاشة الدولة الليبية، يقدم صورة واضحة عما وصل إليه الوضع الليبي، من صراع على المصالح، ومحاولة لبسط النفوذ والسيطرة، في غياب تام لوجه الحكومة التي تكتفي بإصدار البيانات (حكومة الثني.. حكومة صلي عالنبي)*، وتواطئ من المؤتمر الوطني العام، الذي بارك مثل هذه الحراك، بمنحه الشرعية لهذه الأجسام المسلحة.

ولعل ما يمنح المشهد بعده المأساوي الكبير، أن هذا الحراك العسكري تم بقيادة شخص، وانتهى بإصابته.

من يتحمل الخسائر التي أصابت مطار طرابلس، وطائرات (شركة طيران الأفريقية) الثلاث. من يتحمل الخسائر التي تعرضت لها أملاك المدنيين، من عقارات ومبانٍ إدارية، ومصحات، من يتحمل وزر من قتل في هذه المواجهات، وترك جثة متفحمة تلهبها الشمس، من يتحمل وزر من انتهك حرمة الشهر الكريم.

الصور عن الفيسبوك

الصور عن الفيسبوك

20 رمضان

الكل في طرابلس كان مشغولاً بالتحشيد ليوم 20 رمضان، لتحرير طرابلس ومطاراتها من قبضة المجموعات المسلحة التي تتمركز بها، في عملية عرفت بـ(فجر ليبيا)، تبنتها مجموعة من القيادات العسكرية، والسياسية. البيان الصادر باسم العملية –كما هو على شبكة التواصل الاجتماعي-، لم يحمل توقيع جهة ما أو من يتحول مسؤولية إصداره، إلا جملة تعريفية للـ(المكتب الإعلامي لعملية فجر ليبيا).

الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على الحياة الاجتماعية في طرابلس، فالكل مشغول بهذا المجهول القادم في 20 رمضان، الكل خائف، ويتحضر لهذا التاريخ، وكأن التاريخ يعيد نفسه، عادت (طرابلس يا حفرة الدم) نبوءة الشيخ “عبدالسلام الأسمر” للظهور من جديد، وصار الكل يرددها، أعرف أكثر من شخص أخرج عائلته خارج طرابلس، تحسباً لما يخفيه 20 رمضان.

تدخل

المتابع للخطاب الأمريكي الخارجي، ممثلاً في تصريحات الخارجية الأمريكية، وخطابات وأحاديث الرئيس الأمريكي “براك أوباما”، يخرج بخلاصة إن الولايات المتحدة الأمريكية، لم يعد من مصلحتها المشاركة في أي عملٍ عسكري، بشكل تدخلٍ عسكري على الأرض، إلا من خلال تقديم الخبرة أو الدعم الجوي، كما حدث مؤخراً في العراق، لمقاومة تقدم (داعش). لكنها من طرف خفي تلمح إلى إمكانية التدخل إذا دعت الحاجة.

وفي ظل ما يجري من حراك دعى إليه البعض، من أجل حملة توقيعات لتفويض القوى الدولية بالتدخل لحماية المدنيين في كل من طرابلس وبنغازي، فإننا على حافة تدخل أجنبي، كما حدث إبان التحرير، بحيث يقوم هذا التدخل على تحجيم المجموعات المسلحة، قدرة وقيادة، ومن ثم السماء بتواجد أجنبي على الأرض، لحفظ السلام وتمكين الدولة بمساعدة دولية. ولن يكون لدعوات الجهاد ضد الوجود الأجنبي أي صدى في المجتمع، وأعتقد إن الحضور الأمريكي سيكون فاعلاً وكبيراً. وهنا أشير للتحليق المستمر واليومي لطائرات المراقبة في سماء ليبيا، وبشكل مركز فوق كل من طرابلس وبنغازي، لمراقبة المشهد بشكل دائم، ومراقبة لاتصالات ووضع صورة ديناميكية مجسمة للمشهد الليبي لحظة بلحظة.

*

حفظ الله ليبيا

 ____________________________________________

* هكذا توصف الحكومة في الشارع الطرابلسي

ماشية

ليبيات 37

فلسفة

(الناس ما هما إلا في همها)، بهذه الجملة يعلق على ما يدور من حديث حول الأوضاع في ليبيا، وما آلت إليه، ثم في الكثير يردف (اللي زيي وزيك، يبو يعيشوا بس!! لا همهم في كرسي ولا منصب، ولا يدوروا في من يحكم!!!). عند الحديث عن دور المواطن يعلق: (حني شعب سلبي، وأناني، نبوا كل شي يجي بالساهل!!!، نتسلقوا ونتزلفوا، وندوروا فالطرق القصيرة، وزي ما يبي الوقت نجوه!!!).

حياة

بالرغم مما تمر به البلاد من أحداث، وحوادث ومتغيرات جسام، وانفلاتٍ أمني، إلا أن الأمور في ليبيا تسير بشكلٍ مختلف عما يتوقع. فالحياة مستمرة بشكل طبيعي، فسوق العقارات في الزيادة، وحركة البناء مزدهرة، وبشكل عشوائي وغير قانوني في أغلبه، والسوق مفتوح على البضائع من كل صنفٍ ولون، دون رقيب.

أما الأهم، فهو عدد الأعراس التي تكاد تكون بشكل يومي، بحيث لم يعد الصيف موسم الأعراس، أو الربيع، كل فصول وأيام السنة مواعيد مقترحة.

–         تخيلوا صالة باش اندير الحفلة مالقيتش، كلها محجوزة لتلاتة شهور القدام.

وفي مقابل هذه الزيادة، ثمة ارتفاع في عدد المواليد، كما يؤكد أكثر من طبيب، مع ملاحظة في زيادة عدد المواليد الذكور عن الإناث.

تعوّد

–         خلاص تعودنا.

نعم، لقد وصلنا إلى حالة من التشبع، تسمح لنا بعدم الاكتراث، أو الالتفات إلى أي صوتٍ صادر، واعتبار أي جلبة قريبة أو بعيدة، أمرٌ عادي، ليس من الضروري التوقف عنده، أو منحه جزءاً من اهتمامنا.

وجملة (خلاص تعودنا)، هي ردي على:

–         هو فيه أيه؟

التي تصدر مباشرة عن أحد الزملاء من مصر الشقيقة، كلما سمع جلبة سواء صدرت عن سلاح أو ألعاب نارية.

طبيعي

كلما وصلني خبر وفاة، أجدني أسأل:

–         طبيعي؟

فبعد أن كانت الحوادث أحد أعلى أسباب الوفيات في ليبيا، يدخل السلاح المنافسة، فمن وفاة بسبب رصاصة ساقطة، إلى إصابة بدون قصد، إلى القصد، الذي تنوعت أسبابه، وأشكاله. للدرجة التي صرت أردد فيها:

–         قبل كملنا الحديد!!!، وتوه بيكملنا النحاس!!؟؟

قناعة

–         هو صح ملخبطة وخاشة في حيط، وما فيش أمان، والبنزينة ناقصة، والكهرباء سطر بسطر، وما فيش دولة، والتعليم والصحة باي باي، والليبي اللي كان رافع راسه دنقر، لكن مقيولة؛ ليلة قبرك ما تبات لبره، وما دام في الحياة عمر، عيشه وتوكل على المولى!!!

الـتركـة

ليبيات 36

بالرغم من غرائبية ما يحدث في ليبيا الان، إلا إن التفكير يقودك بشكلٍ مباشر، إلى إرث أكثر من 40 عاماً عاشها الشعب الليبي مغيباً عن واقعه، بعيداً عن تاريخه، محاصراً من الداخل والخارج. وتأسيساً على إرث من الظلم والفقر والجهل، نشأ المجتمع على مجموعة من القيم، ظلت تتأكد وتترسخ على مر السنوات، في مجموعة من الآليات الدفاعية والسوقية والعلائقية، في شكل ثقافة مجتمعيّة؛ وهي حتى وإن لم تكن ظاهرة بشكل كبير كسلوك جماعي موجه، إلا إنها تشكل جزأ كبيراً من ثقافته، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر في نمط تفكير الفرد وسلوكه.

وحتى يظهر هذا السلوك في شكل الجماعي، فإنه يحتاج لحافز، يعمل على منح المشروعية لهذا السلوك بالظهور، دون أن يغيب عنّا، إن هذ السلوك هو الشكل الظاهري لهذه الثقافة، بالتالي عدم وجود السلوك، آنياً، لا يعني انتفاء وجود أساسٍ ثقافي لها، خاصة؛ وإن الشعب الليبي –أو ليبيا كوطن-، لم يصل إلى حالة من التوازن السياسي تضمن له الاستقرار، وتمنحه الفرصة لمراجعة أفكاره.

كانت ليبيا تعرف حالات بسيطة من الاستقرار، لا تسمح للمجتمع بمراجعة أفكاره أو تراثه الثقافي، بالتالي فإنه ي كل مرحلة، يقوم على تطوير آليات تعامله مع الواقع الذي يعيشه، والقوى الذي تتحكم بمقدراته، حتي يتمكن من الاستمرار.

وبالعودة للوراء، سنجد أن سنوات الاستقلال الـ18، منحت المجتمع نوعاً من الاستقرار في ضوء الخطط الإنمائية الموضوعة، والرغبة في بناء دولة حديثة على أسس صحيحة، لكن الـ69 جاءت بانقلاب “القذافي” الذي أعاد البلاد نظاماً وسياساً لنقطة الصفر، تهديماً، وهكذا دواليك، دأب نظامه على الهدم الممنهج؛ فالعشرية تبدأ بمنهجٍ وطرح، يلبي رغبة ما، وسرعان ما ينتفخ وينطلق كبالون، وما إن تنتصف العشرية حتى، يخفت الحماس، ويعود المنحنى للصفر. أربع عقود مرت في ظل نظام “القذافي”، اعتمدت مبدأ (لا نظام)، الأمر الذي لم يتح للمجتمع بناء قاعدة ثقافية تمكنه من التعرف على متطلبات واقعه وتلبيتها، ومواكبة الحراك العالمي ومتغيراه.

القلق، هو الحالة النفسية التي يمكن أن نصف بها المجتمع الليبي، أفراداً وجماعات، الأمر الذي جعله يحيط نفسه بالكثير من الدفاعات، ويتخذ من الوسائل ما يضمن له الاستمرار، والبقاء.

سنرى إن المجتمع الليبي خلال الـ42 سنة من حكم نظام “القذافي”، كان يسير على مبدأ قانون نيوتن الأول للحركة؛ والذي يقول إن الجسم يظل على حالته مالم تؤثر عليه قوة خارجية، وفي مرحلة ثانية؛ يبقى الجسم المتحرك، في حركته وفي اتجاهه، مالم تؤثر عليه قوة تؤثلا على سرعته أو اتجاهه، أو كليهما معاً. إذن، فالمسألة تتعلق بالقوة.

أهم النتائج المباشرة للقلق، هو عدم ثقة المواطن بالدولة، وهو ما يجعل المواطن يبدأ بالبحث عن حلول لمشاكله، بدون التعويل على الحكومة، ومن الفرد، يتحول الأمر إلى رؤية وتوجُّه على مستوى المجتمع، الذي يحاول استيعاب سياسة الدولة، والتكيف معها.

وفي موازاة هذا الوضع، نشأت حالة من الأنانية، كأثر جانبي، والانكفاء على الذات ومحاولة إحاطتها وحمايتها، فنشط دور القبيلة، وصار مفصلاً مهماً وفاعلاً في المجتمع، والدولة.

الهدف جمع الشعب الليبي في 17 فبراير 2011، ووضعهم بعد انتصار الثورة أمام حقيقة أنفسهم، حقيقة قدرتهم على إدارة أنفسهم بدون وجود كيان سياسي حاكم، إذ لم يعمل النظام السابق على بناء مؤسسات الدولة، وتأكيد وجودها.

وفي واقع لا رقيب فيه، تحركت رواسب السنوات، معكرة صفاء الماء، وصاعدة على للسطح صابغة إياه بلونها الداكن.

في لحظة وجد الليبي، مواطن ومجتمع، بلا قيود، هائماً بدون هدف، فانطلق ينهش هنا، ويجرح هناك، ويرقى هناك، ويذهب هناك. الليبيون وحدهم هدف؛ القضاء على “القذافي”، والذي ما إن تحقق، حتى وجدنا البوصلة توقفت.

توقفت لأن الإرث الثقافي للمجتمع، لم يساعده على الوقوف، أو الاستمرار؛ فمسألة الوطنية –مثلاً-، نسبية، لا تعني بالضرورة الوطن –ليبيا-، بقدر ما تعني المنطقة أو القبيلة، إنها تختلط بمسألة الانتماء الاجتماعي أو الأسري، فالوطن يساوي الأرض التي تحوزها أو تمثل جغرافيا القبيلة أو المدينة.

إن المجتمع الليبي، بقدر ما يعاني من هذه الضعف الداخلي، بقدر ما يحتاج إلى وقفة حقيقية مع النفس، يكون همها دعم الروح الوطنية وتعريف المجتمع بالدور الحقيقي المنوط به، بعيداً عن تأثير القبيلة والأحزاب، وتوجيه الجهود باتجاه البناء، ليكون نابعاً من داخل كل فرد بالمجتمع، كل يؤدي دوره، بأمانة وفي المكان المطلوب.

*

حفظ الله ليبيا

الحـائِط

حوائط طرابلس، صورة وواقع

1

عندما وقف ابني “يحيى” في مواجهة الحائط ممسكاً في يده مجموعة أقلام التلوين، انطلق في داخلي صوت قديم:
– ما تخربشش عالحيط.
تبعتها ضربة موجعة على يدي.
وعندما ذهب تأثير اللسعة، وجدت “يحيى” يلتفت إلي، مبتسماً:
– تا تا تا.. مفاجأة.
– ما هذا؟
– هذا الكون!!!

2

الحيط في اللهجة الليبية هو الحائط أو السور في العربية، وخاصة في مناطق غرب ليبيا، أما في مناطق الوسط والشرق، فـ(الحيط) هو الجمع لمفردة (الحيطة) وهي (الحَجرة). ولأن سكان طرابلس (مخلطين) كما يقال، فإن للحائط مجموعة من المرادفات المحلية؛ الحيط، الساس، السور. وهي تطلق على الحوائط بدون تخصيص على أي حوائط، سواء كانت لأسوار خارجية، أو حوائط منازل. وفي طرابلس ثمة منطقة تعرف بـ(طريق السور) وهي تنسب للطريق التي كانت تحاذي سور طرابلس القديم أو (الكردون)1.

3

ترتبط الحوائط في ذاكرتني بالمنع، فكما منعت من الكتابة عليها صغياً، ظل هذا المنع يرافقني حتى تمكن مني رقيب داخلي، أجده يهلب يدي بعصاه الرقيقة كلما حاولت الكتابة على الحائط. فالكتابة على الحوائط والأسوار، فعل مجرّم، وغير جائز، ولا يقوم به إلا (الزوفرية)2 و(اللي مش متربيين)، هكذا صدح مدير المدرية ذات صباح.

حوائط طرابلس

حوائط طرابلس

4

حكايتي مع الكتابة على الأسوار والحوائط، تبدأ من مشهد لازلت أحتفظ به في ذاكرتي، رغم بعد الزمني الكبير، إذ مازلت صغيراً لحظتها، عندما سمعت أحدهم يقرأ جملة كتبت على السور الخارجي لـ(معهد الشيماء)3 باللون الأسود (الحب عذاب في قلوب الشباب)، وحتى تُؤكَّد هذه اللقطة في ذاكرتني، سحبني أبي سريعاً.

ثاني هذه الذكريات، رسم فاضح بحجم كبير على السور الداخلي لـ(مدرسة الفيحاء الابتدائية)4، جهة ملعب الكرة، وخطبة عصماء من مدير المدرسة الأستاذ “علي” عن الأخلاق، والتربية، وأنه من الضروري احترام المدرسة وسور المدرسة، وأن يظل نظيفاً. في 1978 عندما دخلت المدرسة الابتدائية، كانت أسوار المدارس نظيفة ولا تحمل أية كتابات أو رسومات، إلا الممر الرئيسي للإدارة إذا كانت تزينه بعض الجداريات، التي كان يرسمها أساتذة التربية الفنية. وأستطيع أن أتذكر بشكلٍ جيد لوحة البادية التي كانت تزين ممر الإدارة بمدرسة (أحمد رفيق المهدوي – الإعدادية)5.

وبالرغم من خربشات التلاميذ على حوائط الفصول، والمقاعد، لم أجرؤ يوماً على القيام بهذا الفعل، إلا على السبورة، أو الورق لسهولة التخلص منها بشكل سريع ونهائي.

الحيط، كان مرادفاً للتلاميذ الضعاف، وحيث كان النظام المتبع، أن تترك الصفوف الأولى للشطار وأبناء المدرسين –المطلوب منهم أن يكونوا متميزين-، وتترك الصفوف التالية لبقية التلاميذ. أما (صفة الحيط) فهي مخصصة للطلاب الأقل حظاً تعليمياً، ومن أعادوا السنة، والكبار والتلاميذ المشاكسين. وله الحمد لم أتخط الصف الثالث طوال سني دراستي الابتدائية. أما أشهر عقاب مدرسي كان: أوقف عالحيط.

5

– مافيش قراية اليوم.. روحوا.
كان مدير الثانوية، يتحرك بعصبية، أما الآمر العسكري فجمع الجنود، حوله في دائرة.
– شن فيه؟
– قالوا القو كتيبة في المدرسة!!!
– كتيبة شنو؟
– كتيبة ضد القدافي!!!
وانطلقنا (رجلينا في غمرنا)6، وكأن أحداً سمعنا.
– سمعت؟
– شنو؟
– قالوا شدو “…………” آمس.

في صباح اليوم التالي، وجدنا المدرسة مطلية بالكامل، وعكس توقعاتنا سارت الأمور بشكل طبيعي. لكن الأمر تكرر، واشتهرت مدرستنا الثانوية (أسد الثغور – جحفل الأبرار البري)7 بالكتابات التي تظهر على حوائطها الداخلية وفي الممرات.
ولقد شهدت شوارع طرابلس الكثير من هذه الكتابات خاصة بعد تاريخ (أبريل 1986)8، فكانت الكتابات تظهر هنا وهناك في شوارع طرابلس، وفي منطقة (بن عاشور) حيث أسكن، كان لنا نصيب، وبشكل خاص الشارع الرئيسي. ولازلت أذكر كيف تحدث “القذافي” في أحد لقاءاته، عن الكتابة على الحوائط، وأنه في بلد الشعب فيه هو السيد، والمواطن يتمتع بسلطته وثروته سلاحه، لا ضير من أن يكتب المواطن اسمه أسفل ما يخطه على الحيط. والنتيجة؛ اختفت بخاخات9 الطلاء من محلات بيع مستلزمات ومواد البناء، وصار وجودها مع أحدهم تهمه توصلك لـ(دار خالتك)10.

ذات يوم، من أيام الثانوية، وقتها كنت في السنة الثانية ثانوي، دخلنا الفصل ولحظة جلوسنا، التفتنا على صياح “جمال”: كتيبة عالحييييييييييييييط.
وفي لحظات فرغ الفصل، واتجهنا صوب الإدارة.
في اليوم التالي كان الفصل قد طلي، وبدأت شخصيات -يقال إنها من الأمن الداخلي- بدأت في زيارتنا، في اليوم الأول، طُلب منا تعبئة وثيقة تعارف، تحوي أكثر من 10 صفحات، ووجدنا الكثير من الصعوبة في تعبأتها لما فيها من معلومات، عن نفسي كنت قاصراً عنها، كأن أسأل عن أقرباء من الدرجة الثالثة والرابعة، ووظائفهم، وهكذا. ثم طلب منا كتاب موضوع معين على مجموعة من الأوراق.
في اليوم التالي، دخل في الصباح شخص، تحدث بشكل هادئ ورصين، ثم خرج ليعقبه شخص آخر، توقف عند السبورة، ثم بدأ بتفرس وجوهنا واحداً واحداً، فكان يقف عند كل مقعد، يتأمل الوجه ثم ينتقل للتالي، وهكذا.
وقبل النزول للاستراحة، دخل شخص يحمل في يده آلة تصوير، تشبه إلى حد كبير آلات التصوير التي نراها مع المصورين في تغطية الأحداث الكبيرة، وقام بتصويرنا واحداً بعد الآخر. ومن تاريخه، وحتى حصولي على الشهادة الثانوية، لم يحدث أن ظهرت أي كتابة على الحائط.

6

– خلاص، نصلوا العصر في الجامع ونمشوا للخلوة.

كانت الخلوة قريبة من الجامع، تم إنشاءها حديثاً، وفي الحجرة الرئيسية لتدريس القرآن، وقفت أمام الحوائط مشدوهاً باستوائها وبياضها.
– شنو، هي نبدوا؟
– توكلنا على الله.

بالرغم من كوني أمارس الخط العربي منذ سنوات قليلة، بدأتها مع دخولي الثانوية، إلا أنها المرة الأولى التي سأمارس فيها الخط خارج اللوحة، على الحائط، وما أدراك ما الحائط.
– متأكد إن الشيخ مش حيقول حاجة؟
– تي خيرك خايف، هكي؟ توكل على الله. والشيخ شوية وبيجي.

المرة الثانية، كانت بطلب أحد الأصدقاء لكتابة عنوان محل، والثالثة كذلك، ثم لم أعد أخف من الكتابة على الحائط، طالما الأمر محصور في الإعلانات. وحدها مقولات القائد والكتاب الأخضر من كانت تملك حق الظهور على الحوائط، وباللون الأخضر.

في الجامعة، كانت حوائط الممرات متنفساً.
فهذه مسألة في الرياضيات تحتل ركناً في بداية ممر قسم الطيران، وهناك غيرها في نهاية الممر، وكثير في باقي الممرات، خاصة قسم الكهربائية. هنا حرفان لمعادلة عشق، وهناك حرفان لمعادلة فضيحة.

7

خارج هذه الحدود كان يمكن للمواطن أن يكتب:
– ممنوع وضع القمامة هنا.
– اللي يرمي القمامة ……………..
– ممنوع إيقاف السيارات هنا.

إبان فترة التحرير، يمكن أن نقول إنه موازاة للمواجهات المسلحة، كانت ثمة مواجهة أخرى، ساحتها الحوائط). فكانت توثق للمنتصر، ولمن مروا بالمكان، كان كلا الطرفين لا يخاف كتابة اسمه، وعقيدته، والمنتصر هو من يأسر الحائط.

في طرابلس، كانت الحوائط أحد الأسلحة التي قاوم بها ثوار المدينة النظام، كانت الكتابات تظهر، بدون أن يمكن لأجهزة الأمن التنبؤ بها، أو الوصول إلى منفذيها، بعد التحرير، لا يكاد يوجد في طرابلس حائط لم يكتب عليه. وصار مصطلح (ثوار البخاخات) يطلق على كل من استخدم (البخاخات) للإعلان عن نفسه، دون أن يكون له دور حقيقي في الثورة.

8

بانتهاء نظام “القذافي” لم يعد في ليبيا أي سلطة منع. فجأة وجد الليبي نفسه بدون أي قيود أو حدود أو رقابة. ولأنا نركز على الكتابة لا على الرسم والتشكيل في مسألة الحوائط. نقول؛ إن شهية المواطن الليبي فتحت لممارسة حريته على الحوائط. حتى ليمكنني القول، إن هذا الفعل أو السلوك، يصلح مادة للبحث العلمي، لمعرفة ما مر بالمجتمع من تغيرات. فهي تعكس بصورة مباشرة، ما يريده المواطن، وما يفكر فيه.

9

فبعد تحرير طرابلس، نقف على نوعين من الكتابات؛ النوع الأول، يوثق للثوار الذين توافدوا من خارج طرابلس، يوم 21-8-2011، كنوع من إثبات الوجود، وتحديد مناطق تواجدهم وسيطرتهم. النوع الثاني، أسميه (ملكيات) وأقصد الكتابات التي ظهرت على بعض المباني والساحات: من قبيل (ملك مقدس لعائلة ……..)، و(ملك لورثة المرحوم …………)، و(عمارة …………). ولأنها لم تنتشر بشكل كبير، لا أعول على بعض الكتابات التي تصف من وقف ضد ثورة 17 فبراير وتصفهم بالـ(الطحالب، الجرذان،……..).

وبعد إعلان التحرير، بدأ نوع جديد من الكتابات بالظهور، وهي كتابات تحمل طابع المرحلة وأمل المواطن بغدٍ يتحقق فيه حلمه بليبيا جديدة وواعدة. الجميل في هذه المرحلة هو جمال تكوين هذه الخطوط، والرسوم التي حفتها.

حتى الوصول لمرحلة انتخاب (المؤتمر الوطني العام) وبدأ عمله، كانت الكتابات تؤرخ لشهداء المناطق والأحياء والشوارع، حتى إنه لا يكاد يخلوا شارع من اسم شهيد. أيضاً شهدت هذه المرحلة بعض الكتابات التي تطالب بعودة الشرطة والجيش، خاصة عندما تم الاعتداء على مركز (باب بن غشير). ولأنها انتخابات، كانت الحوائط ساحة لممارسة وعرض خيارات المواطن، ومناكفة منافسيه.

وأنا أتجول في شوارع طرابلس، أتوقف كثيراً عند بعض الكتابات التي تعبر عن حاجة المواطن للأمن والسكينة، والظفر بسكن، وتكوين أسرة. أو أتأمل بيت شعرٍ يتحدث عن الأسود والكلاب، أو تحديد شخص باسمه، أو بوح.

وأستطيع القول، إنه من تاريخ إقرار (قانون العزل السياسي) عرفت الكتابات على الحوائط مرحلة جديدة، مرحلة عكست طبيعة المرحلة والصراع الحاد بين الكتل السياسية، فبدأت تظهر بشكل علني كتابات موجهة لشخصيات وأحزاب وتوجهات سياسية بعينها، وعلى ذات الحائط ستجد حشداً من جمل وعبارات يضاد بعضها بعضاً.

إن ما تعرضه الحيطان والحوائط والحيوط، حالة من الفراغ السياسي الكبير الذي تعيشه ليبيا، فأنت تقرأ واقع ليبيا المتشابك، بشكل واضح وجلي، وتستطيع أن تكتشف الكثير مما يعيشه المواطن، خاصة عندما تتزامن هذه الكتابات وأحداثٍ بعينها. ستكتشف كم من السهل توجيه المواطن وتسييره، وبشكل صريح اللعب به. ثمة بعض الكتابات تتمتع ببعض الخصوصية، وهي تتأتى من طبيعة المنطقة، أو الحي، والحدث الذي تسجله.
وفي المجمل، إن هذه المساحات التي ظلت لسنوات مهملة، ها هي الآن تأن تحت وطأة ما احتشد خلال هذه السنوات من ظلم وقهر.
__________________________________
1- الكردون، سور بناه الإيطاليون حول طرابلس، من البحر إلى البحر، ومازالت بعض أجزاءه موجودة حتى تاريخ اليوم.
2- الزوفري: غير المؤدب وتطلق على كل خارج عن الآداب العامة.
3- معهد الشيماء؛ معهد للمعلمات كان موجوداً بمنطقة جامع الصقع في بداية (شارع الضل)، واستبدل من بعد بمدرسة (صلاح الدين الأيوبي الإعدادية).
4- مدرسة الفيحاء؛ تقع بمنطقة فشلوم، درست فيها المرحلة الإبتدائية من تاريخ 1978 وحتى 1983.
5- مدرسة أحمد رفيق المهدوي؛ مدرسة إعدادية تقع بمنطقة الضهرة، درست بها من العام 1983 وحتى 1986.
6- رجلينا في غمرنا؛ دلالة على السرعة في الهرب خوفاً.
7- مدرسة أسد الثغور الثانوية؛ تقع بمنطقة (وسعاية ابديري) وكانت في الأصل (مدرسة زاوية الدهماني الثانوية)، وتم نقلها إلى المقر حيث درست، في السنة الأولى ثانوي تم إلغاء القسم الأدبي واستبدال البحرية كنظام عسكري بالصاعقة.
8- تاريخ الهجوم الأمريكي على طرابلس وبنغازي.
9- بخاخ؛ علبة مضغوطة تحتوي على طلاء. تستخدم في عمليات الطلاء السريع للمساحات الصغيرة.
11- دار خالتك؛ المقصود الحبس أو السجن.