الحدث في ذاته، قد يكون محدود التأثير، في علاقة مباشرة مع حجمة، فالأحداث الكبيرة، تخلف آثاراً كبيرة تناسبها، وإن لم يكن تأثيرها ظاهرياً، فإن ذلك يعني أن حجم الأثر الداخلي أكبر. وفي المجتمعات الإنسانية، قد يمتد التأثير إلى أبعد من ذلك، ليمس ثقافة المجتمع وتقاليده. والمجتمع الليبي –موضوعنا- شهد الكثير من التحولات التي غيرت في ثقافتة، فسحبت وأضافت. فسحب المجتمع من ذاكرته ما اعتبره صوراً وأحداثاً إما صارت قديمة لا تفيد واقعه في شيء، وإما أجبر على إقصائهاـ وأضاف ما رآه مواكباً لمرحلته ومعبراً عنها، أو ما يثبت علاقته بالمحيط من حوله، أو ما أدخل في ثقافته بشكل ممنهج.