ليبيات 9… القذافي يحكُم

القذافي يحكم

– ومن قالك في حكومة.. القدافي مازال هو اللي يحكم.

– …….؟؟؟

– شوف حال البلاد وتوه تعرف!!!

لم يكن صديقي يقصد الأزلام ولا قانون العزل، كان يقصد شيئاً آخر، شيئاً نراه ونعيشه كل يوم.

 معمر القذافي

فالقذافي صعد سدة الحكم بانقلاب عسكري، وثورة 17 فبراير المجيدة عسكرية على نطاقٍ واسع.

عندما بدأ نجم القذافي يرتفع ويعرف في البلاد، صعد معه نجم قبيلته –الصغيرة- ونجوم قبائل أخرى حليفة، وفي 17 فبراير صعدت نجوم قبائل ومدن، وهي تتصارع وتتسابق من يصل أولاً ليستمر.

القذافي عزل النظام الملكي، وكل ما يمت له بصلة، و17 فبراير عزلت كل من عمل مع نظام القذافي بالجملة.

القذافي، فرغ الجيش من قياداته العسكرية، وثورتنا المجيدة، شتته وغيبته.

القذافي سجن بالعشرات، و17 فبراير بالمئات.

القذافي عذب، 17 فبراير تفننت في التعذيب.

القذافي أرهب مدن وقرى، 17 فبراير أرهبت وهجرت ودمرت.

القذافي اعترف ببعض الأخطاء، و17 فبراير تصر على إنها الحقيقة.

………..

ألا تتفقون معي، أن القذافي مازال يحكم.

التعذيب

التعذيب ملف كبير.. لن يكون من السهل على الدولة الليبية التعامل معه بسهولة. فالكثير من الانتهاكات ارتكبت خلال الفنرة الماضية من بعد التحرير.

هذا الملف يأتينا كل يوم بقصة جديدة، ومختلفة، والقاسم المشترك بينها هي القسوة والعدوان، وابتداع أساليب تعذيب جديدة. وصار الموت تحت التعذيب أمراً اعتيادياً ومقبولاً، ولا حول ولا قوة لأهل المعذب إلا الصبر، حتى يقضى الله أمره.

إن عدد من تم خطفهم وتعذيبهم وسجنهم في فترة ما بعد التحرير وحتى اليوم، أكثر مما حبسه نظام القذافي، وقياساُ بمستوى التعذيب فنظام القذافي يعتبر رحيماً، أمام ما نراه ونسمع به.

على الدولة الليبية أن تقف وقفة حازمة، وأن تنتصر لمن ظلم.

ليل طرابلس

الليل في طرابلس قصة غريبة وعجيبة. فهو يبدو هادئاً ووادعاً.. لكن ما إن يتقدم حتى يصخب ويزعق.. رافعاً عن نفسه صفة السكينة إلى الترقب.. حتى تطمئن.

فأصوات الألعاب النارية لا موعد ثابت لها، فهي تنطلق في أي وقت، دون تحذيرٍ مسبق، أو تنبيه. فتصفر حتى يفزعك صوت انفجارها ليقفز بك من سريرك. هارعاً إلى النافذة متصنتاً. حتى تتأكد أن ما سمعته لا يعدو كونه (ألعاب نارية) مصدرها عرس أو مجموعة مبتهجة.

/بالقرب من بيتي منصة إطلاق ألعاب نارية تبدأ مهرجانها من بعد المغرب ولا موعد ثابت لانتهائها.

وفي الليل أيضاً رصاص.. وبالخبرة صرنا نعرف نوعية السلاح الذي تطلق منه.. وصوتها مميز.. ويكسر نومك بطريقة مختلفة، فهو يتسرب بهدوء حتى يؤكد (أنا رشاش، لاحظ صوتي المتصل، واختلاطه بأصوات أخرى هي رد للأولى). الجميل في مسألة السلاح إنك بعد قيامك عن الفرش، تحديد موقع الصوت ودرجة بعده.. وعندما تطئمن لإحداثياته.. تعود لفراشك.

/- ما بعدكم يا جماعة طرابلس.. كيف يجيكم النوم في هالتقربيع كل ليلة (صديق من أحد المدن).

في ساعات الليل الأولى، يرتفع صوت الدراجات النارية. فعندما تخف الحركة في الشارع الرئيسي.. يكون الور قد حان لراكبي الدراجات لممارسة استعراضاتهم، زاعقين بقوة.. وبين الفترة والأخرى، تدخل أحد السيارات الحلبة صارة بعجلاتها على الأرض في حركات دائرية وهرج.

/اكتشفت في أحد الصباحات إن جاريّ يملكان دراجات نارية.

وليل طرابلس يحكي الكثير.. أكثر مما نتوقع.

*

حفظ الله ليبيا

عمارة بالخير

1

عمارة تسقط!!!

حدثٌ ممكن أن يكون في أي مكان في العالم، أما في ليبيا فالأمر مختلف. مختلف، لأن ليبيا التي (يأتي منها كل شيء غريب)، لا بد أن يكون الأمر غريباً، إن لم يكف في ذاته، ففي حواشيه وهوامشه وحتى ذوائبه.

 سقوط عمارة 3

2

عمارة تسقط في منطقة (بالخير) بمدينة طرابلس، متسببة في مصرع خمسة أشخاص، حسب ما تناقلته الأخبار. لا وجود لأي دعم أو مساعدة للمنكوبين ومنطقة الجوار. الأمر الذي سبب حالة من الاحتقان بين سكان المنطقة، خوفاً على أنفسهم من مصيرٍ مشابه، وتفريغاً لشحنة غضب مكبوت. ليتحول الأمر إلى هتاف ضد الحكومة، حد غلق شارع (عمر المختار)، وهو أحد الشوارع الرئيسية بوسط مدينة طرابلس.

3

بعيداً عن مسالة مخالفات البناء التي تُرتكب في كل يوم!!!.

ما علاقة الحكومة بالأمر؟ ولماذا يزج بها في مثل هكذا موضوع؟ ولما تحمل مسؤولية وتبعات لا علاقة لها بها؟ إلا من باب المسؤولية الأخلاقية.

 سقوط عمارة 2

هذه العمارة قديمة، وكان من الممكن أن تسقط في أي وقت، يعني كان يمكن أن تسقط قبل هذا التاريخ، أو قبل سنتين في عهد القذافي، أو بعد سنتين في عهد أول رئيس ليبي.

دعونا نوازن بين الاحتمالين؛ لو إن هذه العمارة سقطت في عهد الطاغية، لمر الخبر عادياً ولما ظهر على شاشة الإذاعة المرئية، وإن ظهر فإنه سيكون مادة إعلامية جيدة لمناقشة مخالفات البناء، وتحميل المواطن الليبي مسؤوليته، ولكان مادة صحفية جيدة لمجموعة من الاستطلاعات حول البناء المخالف؟ دون النظر للأسباب، لينسى الأمر في الأسبوع التالي، دون أن أي ردة فعل لا من سكان الحي ولا من الدولة.

أما لو حدث الأمر في عهد أول رئيس ليبي منتخب بصورة شعبية، فسيكون الأمر امتحاناً له، ولإدارته لمرافق الدولة، واختباراً حقيقياً لأجهزتها. مع توقع لردة فعل مشابهة.

4

المنطق يفترض أنه لا علاقة لحكومة “علي زيدان” بسقوط هذه العمارة، إلا ما يتعلق بالمسؤولية الأخلاقية للدولة، وواجبها في مثل هذه الظروف، من توفير سكن بديل وتعويض الأضرار، في حال كان الأمر قانونياً ولا شبهة لمخالفات.

سقوط عمارة 1

لا يمكن أن نسأل حكومة محاصرة بالكلاشن والأربعطاش ونص، عن سقوط عمارة، هي تركة 42 سنة عاشها المواطن الليبي دون سكن، فلجأ لأسلوبه الخاص لحل هذه المشكلة. كم سنة عاشتها ليبيا بدون لجنة شعبية للإسكان، لا صيانة للمباني القديمة ولا حركة بناء تفرغ الضغط عن المدينة.

لا يمكن أن نسأل حكومة، لم تتمكن من امتلاك أمرها، لتبدأ، لتكون قادرة على تحمل مسؤولية مثل هذه الحوادث.

لا يمكن أن نسأل أجهزة عاجزة عن توفير الحماية لنفسها، لتحمى المواطن الليبي، وتعينه.

لا يمكن أن نسأل أجهزة عاشت 42 سنة دون تطوير، لماذا لم تكن على قدر المسؤولية؟

لكن، يمكننا سؤال واحد!!!. من وراء تعطل كل هذا؟ من منع الحكومة من ممارسة عملها؟ ومن إنشاء جيش، وجهاز أمن قادر على تلبية احتياجات الدولة، وتثبيت الأمن؟ ومن الإسراع بصياغة دستور للبلاد؟ ومن أدخل البلاد في فوضى خسرت فيها الكثير، وجعلتها على حافة تدخل أجنبي وشيك؟ ومن مازال يحمل سلاحة ولا يريد الخضوع للشرعية المنتخبة من قبل الشعب الليبي؟

إن هذا الحدث، يجعلنا أمام حقيقة أنفسنا، في ضرورة الوقوف أمام من يحاول تعطيل البلاد ومؤسساتها من العمل والبناء، والضرب على يده بقوة وردعه.

حفظ الله ليبيا.

_____________________________

الصور من الفيسبوك

ليبيات 8.. سيناريو التدخل الأجنبي المقترح

مربوعة 1

– يا راجل ثوار البخاخات خربوا البلاد.

– وهيا وينها البلاد،قبل وتوه.

– يعني شن اتغير على قبل.. الحاج موسى وهو موسى الحاج.. ارتحنا ما القدافي توه فيه 100 قدافي والخير مازال.

– ياوالله حالة.. الواحد دفع باش شري أرض، ودفع باش بني، ودفع باش اتجوز، وباش شري سيارة، والله بنص اللي دفعته نعيش ملك في أي بلاد تانيا.

مربوعة 2

– وين مغطس ليك اسبوع ما بنتش على الشاشة؟

– خدمة يا خوي.

– ماهو عارفينك تخدم، بس مش تنقطع هكي؟؟!!!

– كنت لاهي، ونخدم باش نأمن روحي

– ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!

– مالاخير.. حفرت بير وركبت عليه محطة تحلية.. وشريت مولد كبير وركبته، وعلقت فيه خزان نافطا –بتية 200 ليترا-، وشريت كوشة أكبر، ودار الخزين غلفتها بالمايولكا وركبتلها مكيف.

– ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!

مظاهرة ليبية

عندما كنت في مرحلة الدراسة الابتدائية، كانت المسيرات كثيرة، لا أعرف سببها، لكن المهم، أنها تعني يوم بدون دراسة، ها هي أصوات طلاب مدرسة (صلاح الدين الإعدادية) تقترب، تقترب أكثر، صوتهم الان واضحاً (حافظ حافظ لا تهتم.. الجولان نغرقها دم…..)، يتجمع طلاب المسيرة عند بوابة المدرسة، مطالبين بإخراجنا للمشاركة، وبإشارة من مدير المدرسة، يقوم البواب بفتح الباب لنا للمشاركة، لأستغل الفرصة وأنسل عائداً للبيت. في المرحلة الإعدادية والثانوية قلت المسيرات وتوقفت، وعرفت إن مصطلح “مظاهرة” يدخل السجن، وإن الدولة هي من تقوم بالمسيرات وتعد لها، في مناسبات خاصة.

اليوم المظاهرات والمسيرات بالجملة –ماشاء الله-، الكاميرات تركز على الصَّف الأمامي الذي يحمل اللافتات، والذي يهتف بقوة، ويعبر عن رأيه، في الصفوف الأخيرة الأمر مختلف تماماً. كان الحديث متركزاً حول أمور أخرى بعيدة عن هدف المظاهرة.

– شن رايك، آهي قهوة.. خللي نقعمزوا ونقاشوا المشروع براحتنا.

خطة التدخل

لستُ “الزيات” ولست “غير الزيات” لأقول إن تحليلي هذا يعتمد نظريات استراتيجية وتعبوية وسوقية عسكرية. ما سيأتي في الأسطر اللاحقة، هو تحليل شخصي للسيناريو الذي أفترضه في حال تدخل قوات دولية في الشأن الليبي، فرضاً لسلطة الدولة –المسلوبة-، وتثبيتاً للأمن –الذي تنتهكه المجموعات المسلحة-، وحفاظاً على مصالح الشركات الأجنبية –حصتهم في حرب التحرير-، وضمان سلامة الحقول النفطية وتدفق النفط –وهو الأهم-.

ومنذ البداية أقول، أن هذا لا يعتبر تدخلاً في الشأن الليبي، طالما ملف التدخل لحماية المدنيين لم يقفل بعد، ولا غزواً صليبياً، لأنه تدخل لفرض سيادة الدولة، ومواجهة الجماعات المسلحة المتطرفة –التطرف هنا لا علاقة له بالدين-.

قوات الأمم المتحدة

الخطوة الأولى

سيكون هذا التدخل مفاجئاً، وغير معلن، بحيث يخدم عنصر المفاجأة القوات الدولية، بما يكفل لها السيطرة السريعة.

الخطوة الثانية

سيكون التدخل بإنزال قوات على الأرض، بدعم جوي مكثف، غطاء صاروخي، وتحكم جوي. وسيكون الإنزال في شكلين: ساحلي على المدن الرئيسية؛ طرابلس، بنغازي، سرت، الخمس، زوارة، الزاوية، طبرق، البريقة، رأس الأنوف. وداخلي يشمل المواقع والحقول النفطية. حيث سيتكفل الطيران بمراقبة الحركة على الأرض لصد أي تحرك. مما يعني انكماش الجماعات المسلحة في أماكنها وتفرقها كأفراد.

الخطوة الثالثة

سيتم رصد جميع مواقع الجماعات المسلحة –وهي مرصودة قبلاً-، واستهدافها لحظة نزول القوات على الأرض، مما يفقدها فاعليتها في المواجهة، وبالتالي أقل الخسائر للقوات البرية، التي سيتمركز جزء منها في المواقع الحالية للجماعات المسلحة.

الخطوة الرابعة

التمركز والدفاع، واستخدام الطائرات بدون طيار لاستهداف الأهداف المتحركة داخل المدن، بالتالي يضمن انكماش أي مظاهر للدفاع –في حال حدوثها-. بحيث يتم تأمين المداخل والمخارج للمدن. وضمان استمرار الحياة الطبيعية فيها.

الخطوة الخامسة

مسح ميداني لكل المدن التي تم تمركز القوات بها، حتى التأكد من تأمينها والانتقال، إلى المدن التالية، التي ستكون محاصرة تحت الغطاء الجوي، وبوابات التمركز على الأرض.

ليبيات 7 .. تدخل أجنبي

 17-فبراير

إعلام ليبي.. بامتياز

ولله الحمد أنعم الله علي بولدٍ محب للبرامج الأطفال ولا يمل مشاهدتها، لذا استأثر بالشاشة الوحيدة بالبيت، وإمعاناً في إقصائنا، قام –مشكوراً- بإخفاء جهاز التحكم، حتى لا يمكننا التحرك سريعاً بين القنوات. فمكان مني إلا أن طبعت قبلة على جبينه: (سلم وليدي)، وأردفت، مزيلاً علامة التعجب التي علت رأس زوجتي: (ارتاح وريّح)، لكني رأيت علامة استفهام أكبر أزاحت التعجب لتستقر.

وحتى لا تكبر علامات الاستفهام فوق رؤوسكم. ببساطة، لقد ارحت من متابعة القنوات الفضائية الليبية، نعم ارتحت كما ارتحت يوم قررت التخلي عن جلسات المرابيع والسّهريات والزرادي والتعكيسات والعكسات، لأني ببساطة أكثر، اكتشفت –بلا فخر- إن القنوات الليبية ما هي إلا صورة عن مرابيعنا وما يحدث بها وطريقة مناقشتها للمواضيع.

وهناـ قد يعلق أحدهم بالقول: (ألا تعتبر هذا دليلاً عن معرفة القناة بوجع الليبي وإنها تنقل صورة صادقة عنه). على العكس كنت سأكون سعيداً لو كان نقاش القضايا يسير حسب قواعد النقاش العلمية –كما تقول الكتب- أو أن الغاية هي إيجاد حلول. فالمتابع لأي نقاش أو حوار حول أحد القضايا يجد أن الجلسة تسير في خطين متوازيين، والمعروف أن الخطين المتوازيين لا يلتقيا، فالمحاوِر يسير في خط مرجعيته: الخنس، والزقاطة، والتعشيش. وهو يعتمد هذه الآليات أو المرتكزات أولاً كونه ليبي –ولابد أن يثبت أصله العريق-، وثانياً كي لا يلتبس من قبل أصدقائه. وهو يظن إنه يحشر المحاوَر في ركن استجواباً وهو يرجمه بالسؤال وراء السؤال، قد السؤال الأول للثاني ولا العاشر، وقد يقفز بها في الموضوع من زاوية إلى أخرى، وقد يخونه وقد يتهمه، وقد، وقد……..، وقد.

أما المحاوَر فيحاول جاهداً الدفاع عن فركته التي جاء بها، أو الفكرة التي يريد تمريرها من خلال هذا الحوار، حتى لا يعاب عليه أنهم ضحكوا عليه ولا لعبوا فيه ولا ركبوه الدرجيحة.

طرفا أي حوار ليبي، يتنازعان الظفر بالنتيجة التي لا يصلونها، كون ثمة ليبي يسكن في عقل كل منهما، وما أبرئ نفسي، والله من وراء القصد.

تدخل أجنبي

حقيقة لا أستبعد التدخل الأجنبي في ليبيا!!!، وكل الأمر مرهون في الوقت!!!، وفي قدرتنا على التعامل مع الواقع الحالي لليبيا ما بعد 17 فبراير!!!.

فالمجموعات المسلحة –لا أحب تسمية مليشيات- تنتشر بشكل كبير في المدن الليبية، وتتصرف خارج شرعية الدولة –التي ننتظر-، الأمر الذي أصبح معه المواطن في ضيق من تصرفاتها غير المسؤولة والتي تتعدى عليه وعلى ممتلكاته، مما أوجد بعض المجموعات الإجرامية اتخذت من هذا الشكل قناعاً لممارسة أعمالاً إجرامية وإقلاق أمن المواطن.

عامان مرا على استعادة ليبيا من مغتصبها الطاغية، عامان مرا وليبيا لم تعرف كيف تسير أمورها، أو كيف تبدا بناء نظامها الجديد، وبكل الإيمان بالغد الأفضل، أعرف أن الصبر هو ضريبة علينا دفعها للوصول إلى الغد القريب. لكن ثمة من لا يريد لنا الصبر، فيمتحننا. فاشتباك هنا، وآخر هناك، رماية واعتداءات، استغلال لقوة السلاح، احتجاز وحبس وتعذيب. اعتداءات على مواقع نفطية ومحاصرة المناطق التابعة لها.

العالم يراقب ليبيا، وهو قريب منا أكثر مما نتصور، وهو على تواصل واتصال، لإيمانه إن ليبيا هي الجائزة التي يستطيع من خلالها التغلب على الكثير من مشاكله، فهو عندما دخل رهان ثورتها وتدخل بالقوة لصالح الليبيين، كان ينظر لما سيحصد من ثمارٍ لهذا المجهود، وهذا من حقه، لكن على أساس تبادل المنافع، والهدف المصلحة العامة. تأسيساً، فإن العالم لن يتركنا طويلاً، حتى نفاجئ به بيننا، وهذه المرة لحماية مصالحه، وحمايتنا من أنفسنا. إن قرار التدخل هذا سينفذ مباشرة دون العرض علينا، ولن يكون لنا من الأمر شيئاً، لأنا مكشوفون أمامهم، وحتى لو فكرنا في المقاومة، فالخردة التي تركها الطاغية وراءه لن تستمر لأكثر من جولة.

لا، لست متشائماً، ولا أدعو لمهادنة الغرب، إنما هي دعوة للتصالح مع النفس، وبناء ليبيا برؤية أبنائها لا أن تملى علينا، لنمنح الفرصة لمن أمناهم للعمل، ومن بعد لنا الحكم، لا نستعجل النتائج، فالثمار الطيبة تحتاج الوقت لتذوق حلاوتها والتمتع بمذاقها الطيب. إن التاريخ سيذكر لهذا الشعب ثورته وخروجه، لكن نريد للتاريخ أن يكتب أيضاً، إن هذا الشعب عرف كيف يسير في المسار الصحيح.

والآن وبعد حادث تفجير السفارة الفرنسية، وإعلان الناتو قبلها بيومين تأهبه للتدخل في حال طلبت الحكومة الليبية منه ذلك، هل نشهد تدخلاً أجنبياً وشيكاً في ليبيا.. حفظ الله ليبيا.

ليبيات 6 .. شكراً للأزلام

اغتصاب

بالكاد لا يمر يوم لا تروى فيه قصة لاغتصاب فتاة ليبية أو غير ليبية، فمن قصة فتاة اختطفت واغتصبت وهي عائدة من المدرسة، إلى من أخذت من يدي أمها، إلى من اغتصبت وهي نزيلة المستشفى، إلى اغتصاب ناشطات في طريقهن إلى غزة. والمعنى، إن المغتصب لم يتورع عن فعل أي شيء للوصول لما يريد، مدركاً أن الدولة بلا قانون وأنه سينجو بفعلته. ولعل مشهد مشاهد الاغتصاب اللفظي (المعاكسات) التي تشهدها شوارعنا بشكل يومي، أكثر من ذي قبل، يعكس واقعاً مريراً لا يمكن ستره.

العامل المشترك بين معظم قصص الاغتصاب، هو تعاطي الممنوعات من خمور ومخدرات، الأمر الذي يضعنا ما مسألة مركبة، تبدأ بالتعاطي، وتنتهي بالاغتصاب، وما بينما متوالية حسابية تسير في خط مستقيم وواضح. وهذا الخط يقطع أكثر من نقطة ضعف في تركيبة المجتمع الليبي ومنظومته الأخلاقية، التي كشفت ثورة 17 فبراير الكثير من ثغراتها التي كان الانغلاق والإنكار والتعالي، يعمل على تغطيتها ومحاولة معالجتها ارتجالياً أو معالجة نتائجها دون النظر للمسببات.

لا أريد القول إن الاغتصاب تحول إلى سلوك، وإن كان سلوكاً فردياً، بقدر ما أريد رفع العلم الأحمر منبهاً لهذا السلوك الجديد على مجتمعنا، والذي يعكس بشكل مباشر حالة القلق التي يعيشها الشاب الليبي، والمجتمع في عمومه، قلق يحيد بالفرد عن حالة الاتزان المفترضة للرغبات، إلى انحياز كامل لرغبة بعينها.

فتاوى

يقال إن الفتوى –اصطلاحاً- جاءت من الفتية، أي القوة، فالمفتي يعطيك القوة للتقوي على مسألتك. لكن ما يحدث في ليبيا من إصداٍر مطلق للفتاوى يعطي عكس الصورة التي عرفتها.

فأكثر ما صدر من فتاوى لا أراها تعطيني القوة في شيء للاستعانة به، لدرجة أني صرت أؤمن بنظرية المؤامرة في هذا الموضوع، وكأن الفتاوى تصدر عن خياط (مع الاعتذار لفضيلة المفتي)، يقوم بتفصيلها حسب الطلب. آخر الفتاوى التي خرجت علينا، فتوى لا تسمح بزواج الليبيات من غير الليبيين (الأجانب). هذه الفتوى بقدر ما فيها من خوف على مصلحة المرأة الليبية –كما بينت الفتوى- تظلمها بحرمانها في حقها من الزواج، خاصة من وصلن لأعمار يصعب معها الزواج من زوج ليبي، ليرتفع الرقم في خانة (غير متزوجة). إن كان دور المفتي حل المسائل، فإنه بهكذا فتوى يضيق الخناق أكثر مما هو حول عنصر فاعل في المجتمع. فهذه الفتوى على سبيل المثال لا تصب في صالح المواطنات الليبيات المتزوجات من غير الليبيين، واللواتي يطالبن بحقوقهن وحقوق أبنائهن كمواطنات ليبيات.

والسؤال الذي أجدني في مواجهته؛ أين هذه الفتوى من حديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير، قالوا: يا رسول الله وإن كان فيه؟ قال: “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه” ثلاث مرات). ومن حديث صلى الله عليه وسلم (لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض، إلا بالتقوى، الناس من آدم، وآدم من تراب).. وأختم بقوله تعالى {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [سورة الحجرات الآية 13].

عن الفيس بوك

عن الفيس بوك

أزلام.. أزلام

شكراً للأزلام، لأنهم يعملون بجد من أجل زعزعة استقرار البلاد وبث الإشاعات والأخبار الكاذبة.. ويبذلون ما يستطيعون من جهد لإغراق البلاد بالممنوعات من خمورٍ، وحشيش، وبودرا، وحبوب.

شكراً للأزلام، لأنهم أطلقوا أيدينا لقتلهم واغتصابهم.

شكراً للأزلام، لأنهم سمحوا لنا بتحويلهم إلى مشجبٍ نعلقُ عليه خساراتنا وانتكاساتنا، وكل ما نرتكب من مخالفات وانتهاكات.

شكراً للأزلام، منحونا الفرصة للهروب من ذواتنا المريضة إليهم، فأمنونا وأجارونا وأطعمونا. وساعدونا على تحصين قانون (العزل السياسي) والدستور والدولة لم تولدا بعد.