عندما يتعثر الغضب: تأملات في إخفاق حراك طرابلس الأخير

شهدت العاصمة الليبية طرابلس مؤخراً حراكاً شعبياً حمل آمالاً عريضة بتحريك المياه الراكدة في المشهد السياسي المتأزم. لكن ما إن هدأ هدير الأصوات حتى بدا أن هذا الحراك لم يحقق أكثر من صرخة عابرة في فضاءٍ مكتظ بخيبات سابقة. فبدلاً من أن يشكّل نقطة تحوّل، انضم إلى سلسلة محاولات متعثّرة لم تنجح في كسر الجمود أو دفع عجلة التغيير.

غياب القيادة… الغضب بلا بوصلة

أولى نقاط الضعف التي عصفت بهذا الحراك كانت غياب قيادة واضحة. لم تظهر أي جهة أو شخصية قادرة على توجيه الدفّة، وتوحيد المطالب، وصياغة خطاب جامع. فبدت الاحتجاجات أقرب إلى تجمّعات غاضبة بلا خطة أو هدف محدد. والقيادة هنا ليست مجرد واجهة أو ناطق إعلامي، بل عقل جماعي قادر على بناء رؤية، واستراتيجية طويلة النفس. ومن دونها، تلاشت موجة الغضب بسرعة، تاركة خلفها شعورًا بالإحباط أكثر من الأمل.

Continue reading

الحراك الشعبي والضغط على الحكومات

أهمية وأثر الحراك الشعبي في الضغط على الحكومة

لا شك أن الحراك الشعبي يمثل قوة دافعة للتغيير والإصلاح في المجتمعات، وهو أحد أهم أدوات الضغط على الحكومات لتلبية مطالب الشعب وتحقيق تطلعاته. فمن خلال التعبير الجماعي عن الإرادة الشعبية، يستطيع المواطنون التأثير في السياسات العامة وصنع القرار، ومحاسبة السلطات على أدائها.

وفي هذا السياق، يكتسب الحراك الشعبي في ليبيا أهمية خاصة، حيث يواجه البلد تحديات جمة على مختلف الأصعدة، سياسية واقتصادية واجتماعية، وتتزايد المطالبات بإصلاحات جذرية تضمن العدالة والشفافية والمشاركة الشعبية في إدارة شؤون الدولة.

Continue reading