
شهدت العاصمة الليبية طرابلس مؤخراً حراكاً شعبياً حمل آمالاً عريضة بتحريك المياه الراكدة في المشهد السياسي المتأزم. لكن ما إن هدأ هدير الأصوات حتى بدا أن هذا الحراك لم يحقق أكثر من صرخة عابرة في فضاءٍ مكتظ بخيبات سابقة. فبدلاً من أن يشكّل نقطة تحوّل، انضم إلى سلسلة محاولات متعثّرة لم تنجح في كسر الجمود أو دفع عجلة التغيير.
غياب القيادة… الغضب بلا بوصلة
أولى نقاط الضعف التي عصفت بهذا الحراك كانت غياب قيادة واضحة. لم تظهر أي جهة أو شخصية قادرة على توجيه الدفّة، وتوحيد المطالب، وصياغة خطاب جامع. فبدت الاحتجاجات أقرب إلى تجمّعات غاضبة بلا خطة أو هدف محدد. والقيادة هنا ليست مجرد واجهة أو ناطق إعلامي، بل عقل جماعي قادر على بناء رؤية، واستراتيجية طويلة النفس. ومن دونها، تلاشت موجة الغضب بسرعة، تاركة خلفها شعورًا بالإحباط أكثر من الأمل.
Continue reading