التاغية – الطاغية

لماذا هذه التدوينة؟

السبب الرئيسي لكتابتي هو نقاش فسبوكي حول ماهيتها، هي المفردة (التاغية) صحيحة؟، وكيف؟ ولماذا؟.

وكوني كنت طرفاً في النقاش بطريقة غير مباشرة، بسب كتابتي لتدوينة تحت عنوان (المهم الطاغية مات)، والتساؤل الوارد عن ماهية (التاغية) طالما (الطاغية) مستعملة، ومثبتة لغوياً واصطلاحياً. عليه أحببت الرد من خلال هذه التدوينة.

الطاغية

معمر القذافي

في اللغة (الطاغية) من (الطغي) كما جاء في لسان العرب (الأَزهري: الليث الطُّغْيانُ والطُّغْوانُ لغةٌ فيه، والطَّغْوَى بالفتح مثلُه، والفِعْل طَغَوْت وطَغَيْت، والاسم الطَّغْوَى. ابن سيده: طَغَى يَطْغى طَغْياً ويَطْغُو طُغْياناً جاوَزَ القَدْرَ وارتفع وغَلا في الكُفْرِ.). ومبحث (طغي) في معاجم اللغة كبير، لما فيه من معانٍ.

في القرآن الكريم ورد ذكر المفردة (طغي) بتصريفاتها في أكثر من موضع، من أمثال: طغواها، طغى، طغيان، . أما (الطاغية) فلم تذكر إلا في موضوع واحد، في سورة (الحاقة) الآية: 5 (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهۡلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ).

و(الطاغية) اسم اطلق على “معمر القذافي” إبان أحداث ثورة 17 فبراير المجيدة، توصيفاً لما وصل إليه من طغيانٍ تجاوز المعقول، وأخرجه عن دائرة تصور العقل البشري لما يمكن أن يفعله رئيس بشعبه، خلال فترة حكم دامت لـ42 علماً.

وصار من المتعارف عليه في المجتمع الليبي جملة (المهم الطاغية مات)، وهي جملة خبرية، للتعليق أو لإنهاء أي حوار يناقش أمور البلاد، خاصة ما تبر به من أحداث أو إشكالات لبناء دولة الدستور والحرية والعدالة.

ففي حال شكواك من تردي وضع ما، فإنك ستجد من يقول:

– عادي يا راجل، المهم الطاغية مات.

اذن، ما هي قصة التاغية؟

القصة باختصار، إن المجتمع الليبي وهو يمنح “القذافي” سلسلة من الأسماء الكثيرة خلال التحرير وما بعده، رأى إن وصفه بـ(الطاغية) فيه بعض التقدير، فتم إبدال الطاء بالتاء لتصبح (الطاغية = التاغية) كأحد أساليب الحط من شأنه.

وجهة نظر أخرى، ترى إن استخدام (التاغية) في التعليق إنما هو من باب التندر أو الاستهزاء، والقصود به الشباب الذي لم يكل له دور فاعل في ثورة فبراير المجيدة.

وهذه الأمور ليست بالغريبة عن المجتمع الليبي، وهي أصل قائم في ثقافته وهويته الليبية، ولقد استغل نظام القذافي هذا الأمر، وصدر الكثير من التعليقات، التهكمية؛ كـ(حسني البارك = حسني مبارك)، أو (خانب الحرمين = خادم الحرمين) وغيرها مما كانت تذاع بشكل علني من خلال إعلام نظام “القذافي”.

ومها مان القصد (طاغية) أو (تاغية) فالمقصود واحد.

المهم التاغية ماااااااااااااااااات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.