يا حسرة على أيام (جيلاطي السعادة)، كان الطربوش بربع، والطاسة بربع وخمسين، وفي عبوة عائلية بدينار ونص.. ولا الأسكيمو بربع وألوان ألوان.. لكن مش هذا وبس، كانت فيه مثلجات أخرىـ مثلجات منزلية تصنع في الحياش وتباع، زي أسكيمو الطاسة، وهو عبارة عن عصير رزاطة أحمر مثلج في طاسة وفيه طرف لوحة باش تشده وتلحس، وفيه اللاونطا، وهي عبارة عن عصير مثلج في كيس نايلو شفاف، تاخد الشكارة وتنتشها من الجنب، وتبدا تمص فيها لين شواربك يستزرقوا. طبعاً الميزة اللي في اسكيمو الحياش، وخاصة بتاع خالتي (……..) إنه مصنوع من الرزاطة، وحلاوته زايدة، وتحس إن المذاقات فيها اختلاف، وبعيدن في مذاقات مش متوفرة زي رزاطة اللوز والنعناع.

 

والكثير من المشاهد طرقت رأسي وأنا أتجول ليلة البارحة في شوارع طرابلس، القريبة من محل سكناي رفقة العائلة لأكتشف حجم محلات الجيلاطي التي انتشرت بشكل مفاجئ. حتى ليمكنني القول إنه ما بين المحل والمحل محل جيلاطي.

نتفكر إنه من أشهر محلات الجيلاطي في طرابلس، كان (الجوهرة) اللي في الضهرة، وكان الوالد يجيب منه للحوش عبوات عائلية (في حفاظات) وفي طواسي الشاهر الكبار كل واحد ياخد شوية ويتمتع بالجيلاطي، وأحلى جو، إنك تطلع قدام الحوش وتاكل جيلاطيك، ويبدو الجماعة: أعطينا. طبعاً مصطلح الجكترة هذاك الوقت ماكانش معروف.. الميزة في جيلاطي الجوهرة إنك لو تأخرت عليه خلاص، شن يعني، يعني يولي سايل.

أسماء كثيرة، عربية وأجنبية، وبعد 17 فبراير لم يعد يوجد ما يمنع من كتابة اسم المحل باللغة الإنجليزية، وبالأنوار الملونة.. أما النكهات والمذاقات فهي أكثر من أن تحصى، يعني أمام ثلاجة العرض تجد نفسك في حيرة، خاصة عندما تسأل أحد العاملين فلا يجيبك إلا وهو يقوم بتعبئة ملعقة بلاستيكية وبكل احترام: تفضل جرب!!!.

مشت الايام وجت الايام، فتحت البلاد وبدى جيلاطي السعادة يخسر قدام ثالجة، لين اختفى، يعني المصنع بح، زي هلبة مصانع.. وفجأة بدت مصانع جيلاطي ليبية تقدم في إنتاج مختلف وجميل، يعني حاجة ويسة، وخشت أنواع وأنواع.

ليلة البارحة اكتشفت إن المواطن الليبي الذي يتزاحم على محلات الجيلاطي، ويشتري كرة الجيلاطي بـ3 دينارات، يبحث عن فسحى فرح ينسى فيها همومه ويتطلع فيها لغدٍ أجمل.

في محل جيلاطي صقع، مالاخير مش عادي… خلطة طليانية..