بنك المعلومات

الدكتور عمر الخيب وبرنامج بنك المعلومات

أقوم هذه الأيام بمشاهدة حلقات من برنامج (بنك المعلومات)1، كل ليلة قبل النوم، رفقة فتاتي الصغيرة “مارية” التي تصر على أن تحشر رأسها بيني وبين شاشة الهاتف.
برنامج (بنك المعلومات) الذي يعده ويقدمه الدكتور “عمر الخطيب“2، حظي بمتابعة جماهيرية كبيرة، خلال تسعينيات القرن الماضي، ولاقى صدى واسعا بين المشاهدين العرب، خاصة بعد أن قامت (ART) وقتها بعد نجاحه في عرضه الأول، بتقديمه من أكثر من عاصمة عربية، والسبب؛ طريقة تقديم المعلومات والأسئلة غير التقليدية، وأسلوب مقدم البرنامج ومعده الدكتور “الخطيب”.
 


كنت من متابعيه، ومحبيه، خاصة وأن تاريخي مع المعلومات العامة يعود إلى سنوات بعيدة، بدأتها بما تقدمه مجلات الأطفال من معلومات وأسئلة وألغاز، ولطائف، إلى حصولي على أول مجموعة مكون من 4 كتب من سلسلة (سين جيم) للرائع والمتألق الدكتور “شريف العلمي“3.
لذا كنت كثيراً ما أختبر معلومات الأصدقاء في المدرسة والحي حيث نسكن، وشاركت ضمن فريق الحركة الكشفية في برنامج مسابقات كان يعده ويقدمه الإعلامي القدير “عطية باني” وتم لنا الفوز، وأظنني حصلت وقتها على مبلغ 180 دينار نصيبي من الجائزة المقدمة. وفي الكشافة أيضاً كان كثيرا ما يعهد إليّ بإعداد وتجهيز المسابقات الثقافية، وتجهيز لوحات الإعلانات وتضمينها المعلومات والحكم والأقوال. كما أني ساهمت بتقديم ونشر مجموعة من المعلومات بمجلة (فرح)، كما تحدثت في تدوينة سابقة.
ومازالت المعلومة تستهويني حتى اللحظة، لكن (بنك المعلومات) وأنا أتابعه أعادني لسنوات بعيدة، كان التلفزيون الأنيس، وأجلس إليه صحبة القلم والمذكرة، لتسجيل المعلومات، والإجابة على الأسئلة قبل أن يقوم المشاركون في البرنامج بذلك، وكنت ألاقي تشجيعا من والدي وأخوتي.
 


(بنك المعلومات) لم يكن مجرد برنامج مسابقات، بقدر ما كان فسحة ثقافية فيها المعلومة ممزوجة بالتعليق اللطيف والظريف، مشكلا بذلك وعي طيف واسع من المشاهدين الذين تأثروا به بشكل مباشر وبشخصية معده ومقدمه، وأسلوبه الفريد في التقديم، صاحب الحضور الطاغي، والإلماحات الذكية.
يعتمد برنامج (بنك المعلومات) على انتقاء المتسابقين من بين أصحاب الخبرة والمعلومات والمختصين عموماً، مبتعداً إلى حد كبير من الحظ والمصادفة، لذا -أعتقد- أنه نجح في تحقيق مستوى رفيع من التنافس، أغرى المشاهد بالمتابعة وتحفيزه على تنمية معلوماته في مجالات المعرفة والحياة. وإن كانت هذه الانتقائية أثارت حفيظة البعض، إلا إنها نأت بالبرنامج عن التسلية الرخيصة. واعتقد إن هذا البرنامج نجح في المعادلة الصعبة في إن يكون (بنك المعلومات) برنامجاً يجمع بين الترفيه وتقديم المعلومة المتخصصة، والمعرفة، أو: بنك المعلومات = ترفيه + معلومة + معرفة.
 


على الهامش، لم تعد الإنترنت مجرد وسيلة تواصل، إنما حياة، يجد فيها الباحث ما يريد، وهنا الباحث بالمعنى الأوسع من الباحث الأكاديمي. فعلى الصعيد الشخصي الإنترنت حياة حاضرة الذاكرة، وهي تعكس اهتمامات الناس وشغفهم.
فعلى سبيل المثال حلقات (بنك المعلومات) حملت على الشبكة من قبل أشخاص، وهذا التحميل يختصر رحلة من الجهد تبدأ بتحويل هذه الحلقات من مادتها الفيلمية الأولى (شريط الفيديو السوني أو الجي في سي) إلى مادة فيلمية رقمية، ومعالجتها، حتى يمكن تحميلها وتداولها على الشبكة. ومازالت هذا البرنامج يلاقى متابعة جيدة من خلال اليوتيوب.
 
دعوة لمشاهدة حلقات برنامج (بنك المعلومات).
___________________________________
1- بنك المعلومات: برنامج المسابقات التلفزيوني الشهير أنتجه تلفزيون شبكة راديو وتلفزيون العرب (ART) والذي قدم في أكثر من محطة تلفزيونية وفضائية عربية.
2- عمر الخطيب: إعلامي أردني من مواليد عام 1930 فلسطين، توفي في 7 ديسمبر 2007. اشتهر ببرامج المسابقات الإذاعية والتلفزيونية. كما قدم العديد من الندوات الحوارية باللغتين العربية والإنجليزية. عمل في الإذاعة والتلفزيون الأردني. وشغل لفترة منصب مدير تلفزيون أبوظبي. وقد عمل في السعودية ودولة الإمارات كمستشار إعلامي. كما عمل في سلك التعليم في الجامعة الأردنية.
3- شريف العلمي: (1931 – 3 يناير 2008). إعلامي ومؤلف كتب ثقافة عامة فلسطيني – أردني، ولد في يافا فلسطين عام 1931. درس المرحلة الابتدائية وجزءا من الثانوية في فلسطين وأكمل دراسته الثانوية في لبنان. ثم التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت لدراسة الإدارة العامة. حصل على شهادة البكالوريوس عام 1953.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.