لعله خير

#أنا_أدون

تزاحمك صور المهاجرين، جثثاً يقذفها البحر، منتفخة، مكفيّةً. تلعنُ تجار البشر، ومن وراءهم، وتتعجب؛ كيف يلقي هؤلاء البائسون بأنفسهم وأولادهم في البحر؟، زرقة من فوق، زرقة من تحت.

يقول: إيش اللي جبرك على المر، غير الأمر منه.

ورغم بشاعة المشهد، ودونية من يقوم على هذه التجارة، أقول: لعله خير.

***

البلاد على كف عفريت، في أي لحظة تتقل.

تعرف إن برميل البارود، البارد، قد يتفجر في أي لحظة، ولأي سبب، وبأي حجة. فالجسد الذي كان واحداً، تتداعى أجزاؤه تنافراً، ومحاولة للاجتزاء، يقول:

– تخيل القلب بروحه، و اليد بروحها، هه.. شن تقدر ادير.

ورغم، قسوة الواقع الذي نعيش، أقول: لعله خير.

***

طرابلس لم تعد التي كانت، ولم تعد تمنح سكانها ابتسامة الصباح الطازجة. حزينة، تسرع عند المغيب لفراشها، دون طمعٍ في حلم. فترسم على الحائط المقابل، نافذة وفجراً، وعلى السقف، سرب خطيفة.

يقول: طرابلس يا حفرة الدم.

أغمض عيني، مسترجعاً ذكرياتي في شوارع المدينة، وأقول: لعله خير.

***

في ليبيا كل شيء صار له ثمن!!!

وكل شيء تحتاجه ناقص!!!

والمواطن الليبي، البسيط، يحيرني، بين من يبحث عن قوت يومه، وبين من ترك مكتبه للجلوس إلى المقاهي، وبين من أعجبته لعبة السلاح، وبين من نزح، وبين من اندس في بيته، وبين من تقوقع، وبين، وبين، وبين.

يقول: الدولار بيوصلوه لـ3 دينار.

صدري كمرجل، ودماغي كبركان. وجسدي يهجرني. أدقق أكثر في الصورة، علي أرى نوراً أو بقعة نفاد. أغمض عيني، مستدعياً مشهداً قادماً، ليس من الضروري أن أكون جزأ منه، أراه ملوناً وبهيجاً، وعامراً، وضاجاً بضحكات الصغار.

أفتح عيني، وأقول: لعله خير.

رأيان على ”لعله خير

  1. السلام عليكم …

    دائما … لعله خير … بإذن الله خير … مادام الإنسان في جانب سليم مع ربه … و لم يظلم أحد … دائما خير …

    أعرف دائما أن الحاية لن تهنأ إلا إذا هنأ القلب … أيا كانت الظروف … نتأقلم و نتعلم و نسعى بما استطعنا … عمل … كلمة … إشارة … و أحيانا حتى سكوت … قد يكون هو الخير … الأهم … أن ما بوسعنا نفعل … و على الله نتوكل و لعله دائما خير

    بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.