لماذا أعارض التيك توك؟

الصور عن الشبكة

ما هو التيك توك؟

تيك توك؛ هي شبكة اجتماعية لمشاركة الفيديو، مملوكة لشركة بايت دانس الصينية. وهي تستخدم منصات الوسائط الاجتماعية لإنشاء مقاطع الفيديو القصيرة، والتي تتراوح مدتها من 3 ثوانٍ إلى ثلاث دقائق.

تعد (تيك توك) النسخة الدولية من خدمة أو تطبيق دوين Douyin، والتي تم طرحها في السوق الصينية في سبتمبر 2016م. ثم في وقت لاحق، تم إطلاق TikTok في عام 2017م، لنظامي IOS وأندرويد في معظم الأسواق الصين القارية؛ وليكون متاحاً في جميع أنحاء العالم بعد اندماجه مع خدمة وسائط اجتماعية صينية أخرى، هي ميوزكلي، في 2 أغسطس 2018م.

يعتمد تطبيق تيك توك للجوال، تمكين المستخدمين له من إنشاء مقاطع فيديو قصيرة، لأنفسهم أو لغيرهم، والتي غالباً ما تحتوي على موسيقى في الخلفية. كما يمكن تحرير هذه المقاطع من خلال ما يتيحه من مرشحات، تمكن المستخدم من التحكم بالمقطع المصور وإضافة ما يريد. هذا إضافة لخاصية البث المباشر.

تيك توك والذكاء الاصطناعي!

يوظف تيك توك الذكاء الاصطناعي (AI) لتحليل اهتمامات المستخدمين وتفضيلاتهم من خلال تفاعلاتهم مع المحتوى المعروض، وعرض موجز محتوى مخصص لكل مستخدم.

وهذا ما تعتمد عليه شركة Bytedance في تطبيق تيك توك، فالخوارزميات التي تقوم بترشيح الفيديوهات للمستخدمين تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل غير مسبوق في تطبيقات السوشيال ميديا. حيث تقوم بتحليل كل شيء يقوم به المستخدم على التطبيق، وبالاعتماد على خوارزميات متقدمة في معرفة أنواع المحتوى الذي تفضله بذكاء شديد. ليقوم من بعد بترشيح نفس نوعية الفيديوهات التي يفضلها المستخدم باستمرار، وهذا يجعله يقضى أكبر وقت ممكن على التطبيق.

هذه الفكرة معمول بها في كل تطبيقات السوشيال ميديا، ولكن تطبيق تيك توك هو الأكثر تطور وعنفوان في هذا المجال، فالتطبيق لا يكترث كثيراً للأشخاص الذين تتابعهم أو الكثير من العوامل الأخرى التي تهتم بها التطبيقات الأخرى. فكل ما يريده التطبيق هو تحليل المحتوى الذي تشاهده بدقة شديدة سواء من موضوع الفيديو، أو الموسيقى التي يحتوي عليها، أو الأشخاص، وجنسهم، والألوان الموجودة بالفيديو وغيرها من الأمور. وبهذا يقوم بمعرفة الفيديوهات التي تحبها بدقة بالغة، كما أن التطبيق يجمع معلومات أكثر مع كل فيديو تشاهده مما يحسن من دقته أكثر وأكثر.

وهذا هو السبب الأقوى وراء انتشار تطبيق تيك توك في العالم كله بين المراهقين، فهو يفهمهم جيداً ويقدم لهم الفيديوهات التي يحبونها أكثر من أي تطبيق سوشيال ميديا آخر.

والآن؛ لماذا أعارض التيك توك؟

هناك أكثر من سبب يجعلني أعارض التيك توك، حد الكراهية، وثم أكثر من شخص يشاركني هذه المعارضة، لذات الأسباب، وغيرها، وسأحاول هنا الوقوف عند هذه الأسباب بشيء من التوضيح.

مقاطع قصيرة جوفاء!!

يحسب للتيك توك أن مما ساعد على انتشاره، هو انتهاجه أسلوب مقاطع الفيديو القصيرة (من 3 ثواني إلى 3 دقائق). لكني أرى هذه الميزة من جهة أخرى؛ فما الذي يمكن لثوانٍ قليلة أن تقدم من معرفة؟ وهل تستطيع هذه الثواني تقديم محتوى هادف، سواء كان ثقافياً أو تعليمياً؟

لنكتشف أن ما يقدم من محتوى على هذا التطبيق، هو محتوى أجوف، حد وصفه البعض له بالتفاهة، لأن من يقومون على تقديم هذا النوع من المحتوى، يعتمدون على دغدغة المشاعر، وإثارة الغرائز، والتضليل، مما جعل البعض يركب هذه الموجه ليتحول إلى مؤثر سلبي بما يقدم من مقاطع لا هدف لها.

هذا الأمر للأسف وقع فيه اليوتيوب عندما أطلق خدمة اليوتيوب القصير، في مقابل مقاطع اليوتيوب العادي، لصناع المحتوى والتي قد تطول في بعض الأحيان!! لكنه محتوى مميز بما يحمل من معرفة وثقافة.

محتوى موجه!!

كما بينت سابقاً، فالتيك توك يعتمد على مجموعة من الخوارزميات التي تتبع سلوك المستخدم على التطبيق، وتقوم باقتراح ما يوافقه من مقاطع، أي ما يوافق اختياراته، دون النظر لما يقترح من الأصدقاء، أو أي اقتراحات، وهو بالتالي لن يقترح عليك أي مقطع ذي محتوى ثقافي ما لم تغير من عاداتك!!

في المقابل فإنه بالرغم من عدم تقبلي لخدمة اليوتيوب القصير، إن أن ضوابط المحتوى هنا أفضل منها في التيك توك، من ناحية نوعية وجدية المحتوى.

تطبيق غير شفاف!!

كنت أشرت بداية الحديث عن التوك توك هنا، أنه النسخة العالمية من تطبيق دوين الصيني، ولفهم ما أقصد، فيما يخص الملاحظة أعلاه، أقول إن ذات الخوارزميات لا تعمل بذات الشكل في الصين، فهي على سبيل المثال، ستوجه الطالب الصيني كمستخدم لعرض تطبيقات تعليمية وثقافية، على العكس مما لو كان الطالب من خارج الصين، وهذا باعتراف مختصين في مجال المعلوماتية، والسوشيال ميديا!! بمعنى إن التطبيق يعمل داخل الصين، بمعايير توافق المجتمع الصيني!!

ختامًا…

من نافلة القول إن الكثير من تطبيقات السوشيال ميديه تعتمد بالأساس على اهتمامات المستخدم، ومن طرف خفي، وبواسطة الذكاء الاصطناعي وخورازمياته يتم الاستفادة من هذا السلوك في فهمه ومن بعد توجيهه بما يخدم مصلحة التطبيق، لإبقائه لأكثر فترة ممكنة مرتبطا بهذا التطبيق، وهناك الكثير من الاحصائيات التي توضع هذا الأمر، بل وتكشف الكثير من الممارسات غير الأخلاقية لبعض هذه التطبيقات ومنها التيك توك في اقتراحها محتوى غير هادف، أو مخالف لعادات المجتمع دون النظر لشريحة العمرية، خاصة خارج الصين.

قد يجد البعض في التيك توك وأمثاله من التطبيقات، ما يمتعهم، لكني أراها تطبيقات تحمل معاول هدم لثقافتنا…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.