ليبيا في سيرة ملك

 

كالعادة لم أتمكن من متابعة عرض قناة الجزيرة للشريط الوثائقي (الملك إدريس)، وانتظرت حتى تمكنت من مشاهدة عبر اليوتيوب، حيث من بعد قمت بتحميله وإعادة مشاهدته قبل أيام قليلة.

الشريط الوثائقي، عمل وجهد جيد، عكس احترافية الجزيرة الوثائقية في تقديمها للمعلومة التاريخية، من خلال عرض تاريخي، مدعم بالتشخيص، والصور والوثائق في سيناريو محبوك ينتقل بطريق سلسة بين ضيوف العمل من مختصين في التاريخ الليبي، أو معاصرين وصانعين للقرار في ذات الفترة.

بدأ الشريط بعرض تاريخي العائلة السنوسية ووصولها إلي ليبيا، وبروز قياداتها المهمة، حتى ظهور شخصية (إدريس السنوسي)، في رصد لأهم ملامح شخصيته، وتطورها التاريخي، وخطواته التاريخية التي كانت باجتهادٍ شخصي منه –كما أشار الشريط-، وما صاحبها من حراك، وصولاً لإعلان استقلال ليبيا، وفترة الحكم الملكي التي امتدت من 1951 حتى 1969. وقوفاً عند أهم المحطات في تاريخ ليبيا ما بعد الاستقلال.

وبالرغم من التفصيل في محطات الملك والتاريخ الليبي، جاءت الفترة الأخيرة من حياة الملك سريعة ومبتسرة.

 

الشريط الوثائقي إضافة للسرد التاريخي، يقدم بعض الإشارات المهمة التي أريد التوقف عندها في شكل تعليقات، أو التقاطات تعكس الكثير من واقع التاريخ الليبي، وربما يعكس الكثير مما نعيشه الآن:

  • إن الخطوات السياسية التي اتخذها الملك إدريس السنوسي، هي اجتهادات شخصية، اعتمدت على طبيعته المسالمة، ونزعته للهدوء، وإيمانه بالسلام كصوفي.
  • زهد الملك في السياسة، واعتبارها من الابتلاءات. فقد قدم استقالته حوالي 3 مرات، آخرها عند سفره في أغسطس 1969 لليونان طالباً للعلاج.
  • فقده –أي الملك- للثقة فيمن حوله، بسبب فساد حاشيته، وتصرفها في البلاد بما تملك من سلطة. وهذا يؤكد حقيقة الفساد الذي كان موجوداً.
  • حرص الملك على أن ينعم كل الليبيين بحياة كريمة، ولعل أكثر ما أشار إليه الضيوف اهتمامه الكبير بالتعليم والثقافة كخطوة أولى بعد إعلان الاستقلال. وإصراره أن يتمتع الليبيون بثروة بلادهم النفطية.
  • سيطرة النزعات الجهوية والقبلية، وتأثيرها الكبير في مجريات الأحداث الليبية، وتعنت أطرافها، حد تغليب المصالح الشخصية، والجهوية، والقبلية على مصلحة البلاد.
  • وجود الكثير من نقاط الاختلاف بين الشرق والغرب الليبي. الأمر الذي أثر بشكلٍ كبير في الحراك الثقافي والاجتماعي والسياسي.
  • عندما استقلت ليبيا، لم تكن تملك من مقومات الدولة شيء، وظلت رهينة المحاولة حتى منتصف الستينيات. وفي ظني البسيط، إن ليبيا مازالت تحتاج الكثير لتكون دولة.
  • خوف الغرب من وقوع ليبيا تحت التأثير المصري.
  • خاصة وإن ليبيا ليست ضمن دائرة اهتماماته.
  • احتفال الليبيون بانقلاب 69، باعتباره ثورة جاءت لدحر الفساد، وتحقيق آماله في حياة كريمة، وكان الملك قد احتفى بها، وباركها كخطوة للتغير الذي كان يسعى إليه.
  • الليبيون لم يكونوا بالشعب الغائب عما يجري في محيطه. لكنهم لم يخلقوا حواراً حقيقياً فيما بينهم. أو بالشكل المفترض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.