العيد

العيد

عيد الفطر لهذا العام 2020م كان عيدا مختلفا بسبب احتجازنا من قبل كوفيد 19، أو فيروس كورونا المستجد الذي جعل البشر على الكرة الأرضية يتباعدون ويحبسون أنفسهم في بيوتهم، مخافة انتشا هذا الوباء الذي في كل يوم لها شأن جديد!!!

العيد في البيت ومع الأطفال، تحت حجر 24/24 مختلف، فمع إننا حاولنا أن نتفنن في الاحتفال به، من تخصيص ركن في صالة المعيشة ليكون ركن الحلويات والمشروبات، وإضافة بعض الأنوار الملونة، وتشغيل الأغاني ولبس الجديد، وتوزيع العيدية، إلا أن البهجة لم تكتمل!!

ولأني استغليت فترة العيد في القراءة والكتابة!! كانت ثمة فسحة لمراجعة سعيدة مع رحلتي مع هذا العيد؛ عيد الفطر المبارك، الذي يحضرني كأول مشهد منتظرا أبي بعد عودته من أداء صلاة العيد.

ثم أخذتني الذاكرة للعيد بـ(القرابوللي) البلدة التي ننتمي إليها، حيث كانا نأتيها في الأواخر من شهر رمضان الكريم، حيث بعد أن تثبت رؤية الهلال، نقوم في صباح العيد باكرا للبس ملابس العيد، والذهاب إلى الجامع (جامع المصابحة) لصلاة العيد. وما إن تنتهي صلاة العيد حتى أجدني أصافع صحبة أبي عدداً لا نهائيا من الناس، وهذا ما كنت أردده بيني وبين نفسي، حتى نعود لبيت عمي، للقاء بقية العائلة للإفطار، ومن بعد المعايدة العائلية. والتي تنتهي لتبدأ رحلة المعايدة على الأعمام والعمات، والأقرباء.

في حال كان العيد بطرابلس، بحينا (تقسيم التواتي – بن عاشور)، فإنه في الغالب يكون مختلفاُ، حيث الصلاة بجامع (وسعاية البديري) ومن بعد زيارت بيوتات الحي بيتا بيتاً للمعايدة على الجيران، والتي تكون مزدانة بالحلويات والحلوة والعيديات، وأكواب العصير. لتكون فترة الظهيرة فترة للعب بالمسدسات أو البنادق التي كنت تزود بخرطوش يصدر فرقعة مع كل ضغطة زناد!!

ولت أعرف سبباً لارتباط عيد الفطر، بهذا النوع من الألعاب؟ وأقصد المسدسات والبنادق، التي تطورت الآن إلى أشكال وأحجام، وبدل الخرطوش الصوتي، ثم رصاص بلاستيكي مؤذي يسمى (خرز).

في اليوم الثاني، تكون الوجهة إلى (القرابوللي) لمعايدة الأهل هناك، والتمتع بجو الطبيعة الجميل، وشرب اللبن الذي أحب مع قضمات من خبزة الفرن الفائحة.

وأذكر أني في أحد المرات، نسيت بندقية الرش خاصتي في بيت عمي، وفي أحد الزيارات التي تلت، أخرجتها لي ابنة عمي الكبرى لتفاجأني بها!!!

تبدلت السنوات، ولم أعد ذلك الصغير الذي يتبع والده، فصرت أصحو لوحدي وأذهب لصلاة العيد صحبة أقراني من أولاد الجيران، نعود لنفطر مع بعض في أحد التراكين، نتحدث قليلا، نعيد على الجيران، ثم نعود لبيوتنا للنوم، فنحن لم ننم منذ الليلة التي قبلها!

ومع مرور الأيام، بدأ الشعور بالعيد يختلف!!

وها أنا الآن أجد نفسي وحيدا في العيد بمرسى البريقة، بشركة سرت للنفط، حيث أعمل، أجواء العيد هنا مختلفة، وخاصة وجبة الغداء التي تكون في العادة واخرة بما لذ وطاب، كما أشرت في تدوينتي (رمضان مميز)!! وهنا أيضا أشير إلى تدويني عن أغاني العيد التي كان يبثها التلفزيون الليبي (هــــنــــا).

في بريطانيا العيد أيضاً مختلف، بداية من الصلاة في ملعب لكرة السلة بمجمع رياضي بمدينة (نيوكاسل) إلى المعايدة واللباس والطعام الذي يعكس ثقافات الجالية المسلمة هناك، من المغرب إلى أقصى الشرق.

بعد الزواج!! صار العيد رحلة بين بيتي، وبيتنا، وبيت أهل زوجتي. فيها الكثير من المتهة والبهجة والحكايات واللقاءات الجميلة.

وهو الأولاد، ارتفع مستوى البهجة أكثر وأكثر، حيث العيد بهجتهم وفرحهم هم!!!

بالاستعداد له من الأسبوع الأخير، بترتيب الخطط وما هي الألعاب التي يريدونها، وترتيب الملابس التي كنا اشتريناها مبكرا، كما تنصح بذلك زوجتي في كل مرة، فبى يوم العيد حيث تعم البهجة مع استيقاظهم وجريهم في البيت للاغتسال ولبس الملابس والتجهز للرحلة!!!

وتظل للعيد بهجته وذكرياته التي لن تمحى!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.