لماذا الفيس وليس تويتر؟

#أنا_أدون

في العام 2011 فاجأت ليبيا العالم، وتربعت على المرتبة الأولى في نسبة نمو مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك. سبة النمو التي سجلت كانت مذهلة بحق، إذ كانت نسبة النمو حوالي 588% بزبادة في عدد المستخدمين بلغت 270520 مستخدم، عن عدد 316460 مستخدم سابقاً.

في العام 2012، جاءت ليبيا في المرتبة 116 في استخدام الإنترنت، أما عدد مستخدمي الإنترنت فكان: 1,115,025 مستخدماً. في العام 2014، وصل عدد مستخدمي الشبكة إلى 1,030,289 مستخدماً، و 495,440 حساب على الموقع الاجتماعي فيسبوك، أما هذا التراجع فيعود للأوضاع الأمنية التي تعيشها البلاد، وانقطاع الشبكة عن كثير من المناطق في ليبيا.

والآن نعود لسؤال العنوان، لماذا الفيسبوك هو منصة التواصل الاجتماعي الأكثر نشاطاً في ليبيا؟، بدلاً من تويتر. ثمة الكثير مما يقال حول هذا الموضوع، لكني سأحاول التركيز على أهم ثلاث نقاط، والتي أره إنها تشرح سبب هذا التفوق للفيس.

طبيعة المجتمع الليبي

المجتمع الليبي، كأي مجتمع عربي أو شرقي، وإن كان ثمة بعض الخصائص التي تميزه، لكن في الصفات العامة يتفق معه في الاعتماد على المجالس كوسيلة ترابط اجتماعية، بل إنه يصرف لهذه المجالس الكثير، حتى إنه ثمة مجلس خاص لاجتماع الرجال في أغلب البيوت العربية، يعرف في ليبيا باسم (المربوعة). بالتالي فالوقت المستنفذ في هذه المجالس يصرف في الكلام. وهذا ما يحدث على الفيس، والذي تحول إلى مجلس أو (مربوعة) افتراضية، كل يتحدث فيها بحرية.

البنية التحتية

يلاحظ المتابع لنشاط مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي، ارتفاع نسبة مستخدمي تويتر واليوتيوب في الخليج، وذلك يعود لمستوى البنية التحتية لشبكة الإنترنت، ورخص أسعار الحصول على الخدمة من المزود. الأمر الذي لا يتوفر في ليبيا بالشكل المطلوب، فيجعل من مستخدم الإنترنت مضطر للجلوس في مكانٍ تتوفر فيه خدمة الاتصال، وهي خدمة محتكرة، وضعيفة، لذا ينشط اليوتيوب في ليبيا، وكذلك تويتر الذي يحتاج إلى تفاعل لحظي ومتابعة.

طبيعة الفيسبوك.

يتيح الفيسبوك للمستخدم الحديث بالقدر الذي يريد، وبحرية دون حدود، وإضافة ما يريد من صور ومقاطع دون قيد أو شرط، ما لم يتعارض مع سياسة المنصة. كما إن التفاعل الذي يحدث بين المستخدم وأصدقائه يجعل منه بيئة نشطة للحوار، أخصب، وأسهل في المتابعة والمراجعة من تويتر الذي يحصر التغريدة في 140 رمز.

عربياً، الفيسبوك هو الأكثر استخداماً وتأثيراً، وإن شهدت بعض المنصات الأخرى كأسنتجرام نشاطاً ونمواً كبيرين في عدد المستخدمين. لكن الفيس بلا منازع وبفضل سياسته، سيحقق النجاح تلو النجاح، وإن كان ثمة مارد نائم حتى الساعة لم يعلن عن نفسه، اسمه جوجل بلس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.