عشرة سلالات القلوب

ليبيات 40

متعة

هل تعرف من هوي نيرون؟

وحتى قبل أن أنهي السؤال، سيأتي الرد: حارق روما!!!

يقال أنهُ: في عصر “نيرون” (37م – 68م) كثرت المؤامرات والاغتيالات السياسية، التي كان له يد في تدبيرها وكانت أمه “أجريبينا” إحدى ضحاياه، وماتت وهي تلعن جنينها نيرون التي حملته في بطنها وأبلت به العالم، ومن ضحاياه أيضاً “أوكتافيا” زوجته الأولى وقد قام بقتلها أثناء أدائه مسرحيه يحمل فيها صولجان فسقط من يده. مدحت “أوكتافيا” أدائه لكنها قالت له (لو أنك لم تسقط الصولجان فقتلها). ومن بعدها لم يتجرأ أحد من العاملين في قصره، أن يعيب أي عمل له. وأيضاً قتل معلمه “سينيكا”، أما أشهر جرائمه على الإطلاق كان حريق روما الشهير سنة 64م، حيث راوده خياله في أن يعيد بناء روما، وبدأت النيران من القاعدة الخشبية للسيرك الكبير، حيث شبت فيها النيران وانتشرت بشدة لمدة أسبوع في أنحاء روما، والتهمت النيران عشرة أحياء من جملة أنحاء المدينة الأربعة عشر. وبينما كانت النيران تتصاعد والأجساد تحترق وفى وسط صراخ الضحايا، كان “نيرون” جالساً في برج مرتفع، يتسلى بمنظر الحريق الذى خلب لبه، وبيده آلة الطرب يغنى أشعار “هوميروس” التي يصف فيها حريق طروادة.

رعب

الأسبوع الأخير، عاشته طرابلس في رعب وخوف، وحالة من القلق جعلت الكثير تحت وطأة ما توافر من ظروف؛ من نقص للوقود والغاز، وتذبذب أوضاع المصارف، يسحب نفسه من المشهد، فتفرغ الشوارع، وتتعطل دوائر الدولة. للدرجة أن تمر ساعات على طرابلس المعروفة بالازدحام، خالية (تاكلك فيها الغولة).

بعض مناطق طرابلس، طالتها قذائف طرافي الصراع، خاصة جنوب، وجنوب غرب طرابلس، حيث سقطت صواريخ الجراد على بعض الأحياء السكنية، وبشكل خاص منطقة (قصر بن غشير)، التي تحولت إلى (مدينة أشباح)، كما وصف لي الوضع أحد الأصدقاء من سكان المنطقة، فصواريخ الجراء والمقذوفات كانت تسقط على المنازل الآهلة بالسكان، فتقتل وتهدم.

انحياز

يمكنني القول إن ما نسبته 99% من سكان طرابلس ضد ما يحدث من اعتداء سافر عليها، وترويعٍ للآمنين، وتجمع هذه النسبة ان السبب من وراء الهجوم على طرابلس، هو تعطيل (مجلس النواب) عن استلام دوره، والبدء في مرحلة جديدة، من مسيرة الديمقراطية.

–         يعني توه فاقوا إن في بقايا للواء 32 معزز؟.

–         وخيرهم، توه بس يبوا يطلعوا الزنتان من طرابلس؟.

–         يا راجل عيينا من دسكة الأزلام!!!

–         يا ودي، هادو ما يبوش البرلمان!!!

–         مش هية عملية فجر ليبيا، علاش طرابلس بس؟

–         قولي: من جي للاخر؟

 

اقتصاد

البنزين

بانقة البنزينا سعة 7 لتر: 20 دينار

بانقة البنزينا سعة 18 لتر: 40 – 50 دينار.

قلوني البنزينا سعة 20 لتر: 50 – 60 دينار

(والبيع بالمعرفة)

الغاز

اسطوانة غاز الطهي سعة 15 لتر: 50 – 60 دينار.

التاكسيات

المشوار العادي: 5 دينار (وسط البلاد).

مشوار للأطراف: 10 – 15 دينار (مثلاً وسط البلاد قرجي).

عشرات رمضان

يقول المثل الشعبي الليبي، مواكباً للحالة النفسية للصائم (عشرة صعوب، عشرة غلوب، عشرة سلالات القلوب)؛ ووصلنا سلالات القلوب لا لخروج الشهر، بل لقسوة القتال والمواجهات جنوب طرابلس، التي روعت سكان مدينة طرابلس، وجعلت الكثير منهم يغادرها مبكراً إلى بلداته خارجها.

فشوارع طرابلس التي كانت تتميز بازدحامها الشديد في العشر الأواخر من رمضان، ولا تعرف النوم إلا بعص صلاة الفجر، وخاصة مناطق التسوق، التي تشع بهجة ونوراً وحبوراً بوجود الأطفال، وهم يقفزون فرحاً بين المحلات والفرّاشة، نراها اليوم حزينة، فالحركة قليلة وخجولة، بعض العائلات تتجول هنا وهناك، حركة البيع أقل من العادي.

أما زكاة الفطر لهذا العام، فتوجه جزء كبير منها، لإعانة العائلات والأسر النازحة من مناطق الصراع، وبشكلٍ خاص (قصر بن غشير) و(السايح)، إذ يوجد في طرابلس الآن أكثر من نقطة لاستقبال النازحين، وتجميع المعاونات العينية والمادية، وكلها مبادرات فردية وأهلية، تحاول التخفيف من وطأة الوضع الذي تعيشه هذه الأسر، خاصة التي فقدت أحد أفرادها.

أما العيد

–         أي عيد هذا؟ البلاد راحت. لا بنزينه، لا غاز، لا كهرباء. مافيش إلا الجراد والهاون. صدقني ماشريت حاجة، ولا قدرت، تي كيف نعيد وجاري ينزف، تي أي عيد والصواريخ كل يوم في الزايد، لا يقولوا رمضان لا ليلة قدر. ربنا عالظالمين، وياخد فيهم الحق.

عندما أتذكر عيد الفطر المبارك لسنة 2011، والذي أعقب تحرير طرابلس، أكتشف كم الفرحة والأمل الذي فقدناه، والحلم بليبيا جديدة، الكل فيها أخوة، جسدٌ واحد.