اقتباس

الحياة حلوة بدون سكر

منذ تاريخ زواجي، توقفت عن تناول السكر، السكر، وذلك بطلب من زوجتي، رفقة نشرة تحذيرية عن مضار السكر، وإفساده لمذاق الأهم مشروبين أتناولهما، وهما القهوة والشاي.

وهكذا رويداً رويداً بدأت التعود على مذاق الأشياء بدون سكر؛ القهوة، الشاي، القرفة، الينسون، عصير الليمون، عصير البرتقال، العصائر الطبيعية بأنواعها.

تلى هذا الإجراء، التوقف عن شرب العصائر الجاهزة، والمشروبات الغازية، وغيرها من المواد التي يفرض في إضافة السكر لها.

نعم، أهم ما اكتشفته بعد هذه السنوات من الانقطاع عن السكر مشتقاته، إن الكثير يفرض في استخدامه، لمذاقه الحلو، والذي يمكنه أن يطغى على باقي المذاقات.

فالشاي أو فنجان القهوة المحلى بالسكر، ليس هو بمذاق الشاي أو القهوة، إما مذاق الحلاة الناتجة عن السكر، الشعوب الأسيوية؛ كالصين أو كوريا، لا يضيفون السكر للشاي، إنما يشربونه بدونه، للاستمتاع بمذاق الشاي، وكذا القهوة، المذاق الحقيقي يكون بعيداً عن السكر.

متابعة القراءة

اقتباس

الطايح مرفوع

ليبيات 33

(حارة كل مين أيدو إيلو)

عندما كنت أسمع هذه الجملة على لسان “غوار” أو “أبو عنتر”، لم أكن وقتها أعي المعنى الكامن وراءها، مراكز على طرافة “غوار” وفتوة “أبو العناتر”.

وكما هي الحكمة (المتغطي بالايام عريان)، فالوقت كفيل بكشف كل مستور، لتتجلى واضحة الصور المعتمة القديمة. لأكتشف إنا نعيش (حارة كل مين أيدو إيلو). حاولت البحث في تراثنا الشعبي –الليبي- عن مقابل لهذه التركيبة، لكني لم أجد، أو ربما ذائقتي لم تسعفني في ذلم، أو ربما لم يكن بحثي يسير على الطريق الصحيح. قد تكون ثمة تراكيب شعبية تقارب هذا المعنى، أو تتماس أو تتقاطع معه؛ من قبيل (الطايح مرفوع)، و(رزق حكومة ربي يدومه)، لكن بذات المعنى فلا، إلا وضعنا الحالي، فليبيا الآن؛ حارة كل ما تستطيع أن تطاله يدك فهو لك.

أما المعنى البعيد، وراء هذه الجملة، والتي اجتهد “غوار” و”أبوعنتر” و”أبو كلبشة” في طرحه، إن القانون وحده لا يمكنه التغيير، إنما الأخلاق والأعراف الاجتماعية هي السند، والداعم للقانون، ليكون المجتمع وحدة واحدة، وليعرف كل فرد فيه حدوده وحقوقه، فلا تمتد يده أبعد، ولا تهتك عينه ستر جاره.

الشاهد، هو ما يحدث من تعدي البعض (وأصبحوا كثير) على الأملاك العامة، والساحات وتحويلها إلى ملكيات خاصة، أو الانتفاع الخاص. أبسط هذه الصور هو التعدي على الأرصفة، واستغلالها والانتفاع بها للمصلحة الشخصية، كما يحدث بشكل كبير من قبل المقاهي، فبعد أن كانت تتمثل في وضع بعض الطاولات والكراسي، أصبحت حيازة في شكل سياج يطوق المنطقة المحيطة بالمقهى. هذا دون أن نغفل إن الكثير من المحلات تعمل إلى هذا لعرض بضائعها، دون الحديث لمن يحول الرصيف إلى مكان للبيع وكسب الرزق.

الطايح مرفوع 2الطايح مرفوع 3

صورة أخرى للتعدي، تتمثل في استغلال الساحات وبعض الحدائق والزوايا من الشوارع بالبناء أو بجلب مباني جاهزة. فبدون وجه حق، يقوم أحدم باستغلال مساحة فارغة في شارع أو ساحة أو حديثة لبناء مقهى أو وضع كشك، والحجة البحث عن الرزق. وليس ببعيد ما قام به الحرس البلدي من عملية هدم لثلاث مباني أقيمت على جانب الجسر الممتد من (شارع الصريم). وقد أخبرني أحد الأصدقاء، إنه في الساحة القريبة من الحي، فوجئ السكان بوجود (تريلا)، وبعد ثلاث أيام، ألحقت مظلة بهذه التريلا، ثم أيام وسياج يحيط بالتريلا والمظلة؛ كان صاحبا يتستر بالليل لتنفيذ هذه الأعمال، فاقتنصه الشباب في ليلة، وكان أحد سكان الحي –للأسف-، ومنعوه من الاستمرار، بعد ان تم تهديده.

الطايح مرفوع 1

مظهر آخر، وهو الاستيلاء على بعض المقار والعقارات، من قبل بعض المجموعات، فحتى وإن تم الزعم بأنها مقار بناها البعض سرقة، من قوت الليبيين خلال فترة حكم “القذافي”، فالمنطق يفترض عودتها للشعب، لا لمجموعة.

أما أبشع أنوع هذا الاعتداء، هو القضاء على المساحات الخضراء، والغابات، وتجريفها. فبدلا من العمل لتوسيع رقعة الغطاء الأخضر، للقضاء على زحف الرمال، ومحاربتها، تدفع شهوة المال الكثير للقطع أشجار الغابات، وتحويلها إلى أراض بغرض البناء، مستبدلين لون الخضرة، بالجماد الرمادي.

إن التحدي الحقيقي لنا، كشعب، هو تحدٍ لأنفسنا، والتفكير في المكاسب الشخصية، كفرد أو مجموعة، دون النظر للمصلحة العامة، الأمر الذي أدخلنا في دوامة المصالح الشخصية، فصارت البطن أهم من الوطن، والجيبُ هم. الأمر الذي أنهكنا واستنفذ طاقاتنا، مما عاد سلباً على البلاد والمجتمع، في تعطل الكثير من المشاريع، وتحولنا إلى مطمع للجماعات والتيارات لاستفادة من حالة عدم استقرار التي نعيشها، في تكوين نفسها والانتشار.

إن ليبيا على المحك، وهي أمانة بين أيدينا، وكلنا مسؤول عن هذه الأمانة، كل في مكانه وموقعه وعمله.

*

حفظ الله ليبيا

اقتباس

قلق

حالة من الإحباط، تمنعني من التدوين أو الكتابة عما يحدث في ليبيا.

الكلمات قف عند رؤوس أصابعي ولا تقفز لتنقر على لوحة المفاتيح، مغيرة من حالة الهدوء أو البياض الذي لا عمق ولا حدود له.

فعقلي الصغير، بدأ يفقد القدرة على التفكير ومحاولة تحليل الأمور. ربما بسبب منهجي العلمي في تحليل الحوادث واعتمادي على المنطق. أو ربما لأن الأمور تتحرك بفوضاوية، أو لأن معامل العشوائية في معادلة الحرك أكبر مما أتوقع أو أقوم بحسابه.

***

لا شيء يسير في ليبيا كما تريد. أو كما يريدون. فلكل حساباته، ولكل أجندته، والملعب مفتوح للجميع، للعب.

لذا، فأنه عندما يؤكد الحاج “سليمان” إن: ليبيا ماشية بالبركة!!!. فالأمر منتهي، وغير قابل للنقاش.

وعندما تحاول البحث، فيقول لك الأستاذ “أسعد”: أن ليبيا فارغة. فالأمر يحتمل أن يشغل أي كائن أو وسط هذا الفراغ.

وتظل لقمة العيش هي الشغل الشاغل.

***

عن الشبكة

عن الشبكة

أخي يشتكي: السوق راقد.

قريب، يؤكد: ماعاد حد مالتجار يرفع في فلوسه للمصرف.

صديق، يعرض: العقار طايح سوقه.

جار، يحكي: تقول كاتبيلي.. بروحي في المكتب اللي نداوم من الصبح للضهر، في اللي ما شفناشي ما التحرير.

***

في عزاء يخص أحد الزملاء، دار هذا الحوار.

– آه شنو أمور الشركة؟

– واقفة.

– ؟؟؟!!!

– شن بنقولك!!! في شركات ليها 6 شهور ما دفعتش. وزي ما تعرف في شركات وقفت قريب نص رحلاتها.

– ؟؟؟!!!

– يعني الشهر هذا بينزل المرتب بس.

– قصدك، لا إضافي ولا مبيت، ولا غيره.

– تي باهي اللي بتخلصوا الشهر هذا.

– ؟؟؟

– الشهر الجاي، ربك يستر.

– هي مع السلامة.

– !!!

***

حفظ الله ليبيا

قلق

 

 

حالة من الإحباط، تمنعني من التدوين أو الكتابة عما يحدث في ليبيا.

الكلمات قف عند رؤوس أصابعي ولا تقفز لتنقر على لوحة المفاتيح، مغيرة من حالة الهدوء أو البياض الذي لا عمق ولا حدود له.

فعقلي الصغير، بدأ يفقد القدرة على التفكير ومحاولة تحليل الأمور. ربما بسبب منهجي العلمي في تحليل الحوادث واعتمادي على المنطق. أو ربما لأن الأمور تتحرك بفوضاوية، أو لأن معامل العشوائية في معادلة الحرك أكبر مما أتوقع أو أقوم بحسابه.

*

لا شيء يسير في ليبيا كما تريد. أو كما يريدون. فلكل حساباته، ولكل أجندته، والملعب مفتوح للجميع، للعب.

لذا، فأنه عندما يؤكد الحاج “سليمان” إن: ليبيا ماشية بالبركة!!!. فالأمر منتهي، وغير قابل للنقاش.

وعندما تحاول البحث، فيقول لك الأستاذ “أسعد”: أن ليبيا فارغة. فالأمر يحتمل أن يشغل أي كائن أو وسط هذا الفراغ.

وتظل لقمة العيش هي الشغل الشاغل.

*

أخي يشتكي: السوق راقد.

قريب، يؤكد: ماعاد حد مالتجار يرفع في فلوسه للمصرف.

صديق، يعرض: العقار طايح سوقه.

جار، يحكي: تقول كاتبيلي.. بروحي في المكتب اللي نداوم من الصبح للضهر، في اللي ما شفناشي ما التحرير.

*

في عزاء يخص أحد الزملاء، دار هذا الحوار.

– آه شنو أمور الشركة؟

– واقفة.

– ؟؟؟!!!

– شن بنقولك!!! في شركات ليها 6 شهور ما دفعتش. وزي ما تعرف في شركات وقفت قريب نص رحلاتها.

– ؟؟؟!!!

– يعني الشهر هذا بينزل المرتب بس.

– قصدك، لا إضافي ولا مبيت، ولا غيره.

– تي باهي اللي بتخلصوا الشهر هذا.

– ؟؟؟

– الشهر الجاي، ربك يستر.

– هي مع السلامة.

– !!!

*

كفظ الله ليبيا

اقتباس

شعب يكره الحرية

ليبيات 31

حراك

كم كان ذلك الحراك الشعبي رائعاً وراقياً في تعاطيه لأحد أهم قضايا الساعة سياسياً في ليبيا، وأقصد موقف الشارع من تمديد المؤتمر الوطني لأجل بقائه، بين مؤيد (نعم للشرعية)، ومعارض (لا للتمديد).

أكثر ما أعجبني في هذا الحراك، عفويته، والخروج البسيط لكل شرائح المجتمع، سواء مع أو ضد، المهم في الأمر هو سلمية هذا الحراك، وشكله الحضاري في التعبير عن الرفض بقولة (لا للتمديد) الأمر الذي جاءت نتائجه مباشرة من خلال استقالة بعض أعضاء المؤتمر، استجابة المؤتمر بطرح خطة طريق، والعمل بشأن انتخابات مبكرة.

وكما أشرت في تعليق على هذا الحراك من خلال حائطي على الفيسبوك، إن هذا الحراك جاء على غير المتوقع من البعض، ممن لا يريدون لهذا الوجه الحضاري أن يكون حاضراً في المشهد، خاصة من حاولوا الترويج لفكرة لا سلمية هذه المسيران، وغوغائيتها وتهديدها لمقار مؤسسات الدولة.

وأضفت، أنه حتى بالرغم من محاولة العمل العسكري، الذي جاء من كتيبتي (القعقاع والصواعق)، زاد من قناعة الشارع بحراكه وإيمانه بالشكل السلمي الذي اتخذه للمطالبة بحقه.

ثقة

في هذا الخضم، جاءت انتخابات اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور، أو اصطلح عليه بلجنة الستين، ورغم ما قدمته المفوضية الوطنية العليا للانتخابات من فرص لتسجيل الناخبين، وتمديد آجال التسجيل، وفتاوى المفتي وشيوخ السعودية، حتى الوصول لرقم ما فوق المليون، وهو رقم مرضي مقارنة بالناخبين للمؤتمر الوطني العام. لكن الوقائع كانت مغايرة.

فـ45% من عدد الناخبين المسجلين، نسبة مخيبة للآمال، متوقعة من ضعف الإقبال على مراكز الانتخاب، وفشلها في بعض المناطق عن تسجيل ناخبين، أو استقبالهم. وهكذا كتب لهذا الجسم أن يولد ضعيفاً، وفاقداً لبعض أعضائه.

والسبب الرئيسي، أن المواطن الليبي فقد الثقة فيمن سيمثلونه، مطلقاً، بعد الأداء الضعيف والشكل المخزي الذي ظهر به المؤتمر الوطني العام، من خلال ما قدمه، وها هم أعضاء المؤتمر كتلاً وأفراداً مستلقين يتصارعون فيما بينهم، لجني مصالح أكثر على حساب المهمة الأساس.

 اختطاف

اقتحام

في تفاعل دراماتيكي، وغير متوقع، كأن “هيتشكوك” من قام على إخراج هذا المشهد، اقتحمت مجموعة المعتصمين أمام مقر المؤتمر، من المطالبين بوقف المؤتمر الوطني (لا للتمديد)، جلسة المؤتمر وبدأوا في التهجم على أعضاء المؤتمر لفظياً وجسدياً، بطريقة غير حضارية، وتكسير أثاث المقر وإحراق السيارات.

وبالرغم من أنه ليس الاقتحام الأول، إلا أن هذا الاقتحام جاء في وقت حرج، من تاريخ ليبيا ما بعد القذافي، حيث البلاد في دوامة الشرعية، وانفلات أمني كبير. بالتالي فإنه يحمل من الدلالات الكثير، لمحاولة تفسير هذا الانقلاب الكبير، من السلم للاعتداء، مجبراً إيانا على الدخول من باب (نظرية المؤامرة)، والاقتناع بكل الوجوه التي يمكن رؤيتها خلفه، وأكاد أقول إني على عتبة الاقتناع بالكثير مما يقال ويثار حول الموضوع. لأنه بدون وجود مصلحةٍ ما لجهة ما، أو تكتلٍ ما، أو شخصٍ ما، لا يمكن لهذا الفعل لأن يتطور بشكل مخالف لما خرج من أجله.

الحد العشوائي

تحدثت عن الحد العشوائي في المعادلة الليبية، وأن هذا الحد يمثل عشوائية الحراك الليبي، وبالتالي هو كحد بالرغم من وجوده، لا يمكن توقع أو حجمه أو مدى تأثيره في المشهد.

التجارب أثبتت إن هذا الحد العشوائي، الموجود في كل المجتمعات، في ليبيا لا يمكن سبره عن طريق الاستبيانات، أو من خلال الدراسات العلمية المنهجية، أو توقعه من خلال تفاعل الإحداث وردود الأفعال، إنما هو على علاقة عكسية بالقوة، ونعني السلطة؛ إذا كلما زادت قوة السلطة (قبضتها)، قل نطاق الحد العشوائي.

وتأسيساً على هذا الطرح، فإنه في حال اتسع طق هذا الحد، لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن يحدث، من حراك غير متوقع (عشوائي) داخل هذا النطاق، ولعل تجربتنا أكبر دليل على هذه العشوائية، والفوضوية.

ثورة

في تونس الآن، النسبة العظمى ممن قابلتهم من التونسيين، يحرفون لفظة (ثورة) إلى (فوضى)، كنت بجانب أحد الشباب نتقي المطر، والشارع حيث نقف ارتفع فيه منسوب الماء لدرجة لم تعد تمكن السيارات من المرور، ونحن في حاجة تاكسي للذهاب إلى وجهتنا، فانطلق هذا الشاب يعلق على الوضع، وتدهور الخدمات، وعجز الحكومة عن القيام بدورها، و……..، فالتفتت إليه وقلت:

– يا خوي قول الحمد لله، حالكم أحسن من حالنا.

فابتسم، وعلق: الأخ من ليبيا؟.

أجبت: نعم.

فابتسم، وهو يقفز في غدير الماء: يفرج ربي خويا.

حرية

الشعب الليبي لم يتعود على الحرية، ولم يعشها.

الكثير يردد هذه الفكرة، سواء بشكلها هذا أو بطريقة أخرى، كأن ينسب الأمر للثقافة: الشعب الليبي شعب غير مثقف ديموقراطياً، أو إن الشعب الليبي مسلوب الثقافة.

من المؤكد لدي، إن الشعب الليبي لم يكن غبياً، او تلميذاً فاشلاً، لنجد له الأعذار، بينما هو من الذكاء ما جعله يستمر، ويستطيع استغلال كل الفرص التي أتيحت أمامه. وتجربة الشعب الليبي مع السلطات المتعاقبة عليه، ومع القذافي بشكل خاص، تعطينا الكثير من الإشارات لقدرة هذا الشعب على ممارسة الحرية في المساحة الممنوحة إليه بشكل ممتاز، وأنه شعب يتمتع بمرونة كبيرة لتخطي الموانع والتعامل مع الحالات الطارئة، دون نسيان تجاربه. لكن الثابت، أنه لابد من وجود رقابةٍ ما لتضمن أن يكون الحراك ضمن نطاق محصور، يكفل ممارسة حرة للشعب، وفي المقابل، ضمان عدم خروج هذه الممارسة عن حدود القانون. وهو الممثل في السلطة، والمرجعيات القانونية.

كره

إن مفهوم الحرية، مفهوم كبير، وعميق، استفاد من تجربة البشرية منذ بدا الخليقة، وتطور مع الزمن، وما زال. فالحرية لا تعني الانطلاق على الهوى، أو الخروج عن حدود القانون أو السلطة الحاكمة. إن السؤال الأول الذي تطرحه الحرية عليك هو: ما الذي تريده مني؟ وبي؟ هذا قبل سؤالها: لماذا؟ وكيف؟. وهو من الصعوبة –أي السؤال الأول-، بحيث مازلنا نقف عند (ما الذي تريده مني؟). بينما البعض قفز إلى (ما الذي تريده بي؟).

ولأني أحب توصيف الأشياء بعيداً عن المجاملة، أقول: إنّا شعب يكره الحرية.

فبالرغم من جمالها، وجاذبيتها، وصفاء عينيها، وعمق نظرتها، نتلذذ بحبسها وطبع سكيننا الحامي على ذراعيها وساقيها، محولين وجعها إلى موسيقى رقص، وصوتها الصارخ إلى نشيد. وحالتها إلى مصلحة.

شعب يكره الحرية، يستغلها ويتحرك ويتفاعل باسمها.

شعب يكره الحرية، ويمارس فوضاه باسمها.

شعب يكره الحرية، ويمارس ساديته برعايتها.

شعب يكره الحرية، ويقول إنه شعب مميز.

شعب يكره الحرية، ويمعن في الكره.

*

حفظ الله ليبيا