الدعاية السوداء
تمثل الدعاية السوداء أحد الأسلحة التي تتخذها المنظمات والأجهزة -دون تعيين- من أجل التأثير في قرارات واتجاهات الجمهور، حتى تجعله يتجه اتجاه معين أو يعتمد على نظام معين، أو أن يتم استخدامها لقياس درجة وعي الجمهور بقضية معينة.
والتجارب تثبت أن هذا السلاح له فاعلية كبيرة، فغالبية الدول إما أنتجت أو كانت جزء من هذا الاستخدام لهذا النوع من الدعاية، فهو أحد الأسلحة التي تستخدمها الدول في حربها، أو المنظمات السياسية كجزء من سياسة عملها.
الجيش الإلكتروني
يعرف ويكيبيديا الجيوش الإلكترونية بأنها: مجموعة من الأشخاص يعملون وفق أجندة خاصة لصالح جهات سياسية أو أمنية. يعملون عن طريق إنشاء حسابات بأسماء وهمية وإدارتها عن طريق روبوتات (Bots) لتشارك في النقاشات، ويدعمون أوسمة معينة لإيصالها إلى المراتب الأولى، ويخترقون مواقع إلكترونية لشخصيات ومؤسسات ودول. تهدف هذه الجيوش إلى تضليل الرأي العام وتشكيله أو توجيهه وتروج للإشاعات ولبعض الأفكار والتوجهات.
وإن كانت الدعاية في السابق تعتمد على نقل المعلومات من خلال أشخاص يتم بثهم في المجتمع، ومن بعد عبر وسائل البث الإذاعي والتلفزيوني، إلا أنه بعد سيطرة منصات التواصل الاجتماعي واستئثارها باهتمام المواطن، تحول التوجة لاستخدامها في هذا النوع من الدعاية.
وهكذا من خلال مجموعة من الحسابات وتجنيد بعض الأفراد للعمل من خلال وعلى هذه الحسابات، وما يتصل بها من مجموعات وصفحات، يتم العمل على الترويج وبث الدعاية للوصول للهدف الموضوع.
وفي العادة يتم العمل من خلال خطة معدة مسبقاً، تعتمد البناء الهرمي للمهام والتراتبية في تنفيذ الأعمال. فعلى الفيسبوك -على سبيل المثال- تكون المجموعات المغلقة هي مراكز العمل ونقل المعلومات والأوامر وتوزيع المهام، أما الصفحات والحسابات الشخصية هي قنوات البث.
وتحرص الجيوش الإلكترونية -بشكل عام- على متابعة كل ما ينشر على الإنترنت ويخص مصالح الجهات التي يعملون لصالحها، ومن خلال اختراق المواقع الشهيرة بإمكانهم بث الإشاعات والأكاذيب بغرض إرباك الأوضاع، وإضعاف معنويات الطرف الآخر.
ويعتبر اختراق المؤسسات الإعلامية أحد أكبر الإنجازات التي يمكن لجيش إلكتروني تحقيقها؛ وذلك ما حدث فعلا مع وكالة أسوشيتد برس يوم 23 أبريل/نيسان 2013 عندما نشر مخترقو صفحة الوكالة على تويتر خبرا كاذبا عن انفجار حصل في البيت الأبيض وجرح الرئيس باراك أوباما. ورغم أن الخبر اتضحت فبركته بعد فترة قصيرة، فإن آثاره كانت خطيرة، ومنها مثلا أن مؤشر داو جونز انخفض بـ125 نقطة، قبل أن يعاود الارتفاع مجددا [الجزيرة نت].
الذباب الإلكتروني
ولأن منصات التواصل الاجتماعي متاحة للجميع، فإن حالة البلبلة التي تخلقها تدخلات الجيوش الإلكترونية تتعزز بمشاركة أطراف كثيرة في هذه المعارك الإلكترونية موالية للاتجاه السياسي نفسه، من خلال تبني الإشاعات وإعادة نشرها في مواقع مختلفة، ويطلق على هؤلاء (الذباب الإلكتروني).
والذباب الإلكتروني؛ هو مجموعة من الحسابات الآلية المبرمجة على نشر منشور أو تغريدة مُعيّنة وذلك بهدف التأثير في الرأي العام أو جلب الانتباه والنظر إلى فكرة ما مُقابل تهميش أخرى قد تكون ذات أهمية [ويكيبيديا].
ومن أهم خطوات الجيوش الإلكترونية ومن يتبنى طروحاتها، المشاركة بقوة في حروب التغريدات والتعليقات على تويتر وفيسبوك، ولأجل ذلك تعمل على إنشاء عدة حسابات لا تكاد تحصى بأسماء وهمية، تعمل على نشر وإعادة ترويج الأفكار المطلوب ترويجها، من خلال ذبابها الإلكتروني.
واستخدام منصات التواصل الاجتماعي من طرف الجيوش الإلكترونية لا يسعى فقط للاختراق أو التشويش على آراء الخصوم وتشويه سمعتهم، بل يتجاوزه إلى التبليغ عن الحسابات والسعي لوقفها نهائيا، ودفع الخصم إلى الصمت بأي وسيلة.
وفي عصر المعلومة والحروب الإلكترونية، بدأت دول عديدة سياسة إنشاء “جيوش إلكترونية” نظامية لها ميزانيتها الخاصة، وتسعى للدفاع عن البلاد ضد الهجمات الإلكترونية التي لا تكاد تنتهي حتى تبدأ.
شكراً على هذه الفائدة!!!
لا شكر على واجب أخي