الرئيس القادم

Photo by Olya Kobruseva from Pexels

حزمة كرناف!

الوطن يحضن الجميع، لكن المصالح تجعل منه ساحة ضيقة لا تسع إلا واحداً فرداً، والآخرون لا شيء، ولابد لهم من ترك الساحة، أو لا بد له من ترك الساحة؛ لهم. وقد يكون فريقاً صغيراً (المهمك يا أني يا إنت).

هذه الحقيقة التي عشناها، ونعيشها ونعايشها، هي أحد المكونات الثقافية الليبية الأصيلة، ولا أريد لأحد أن يخرج بي خارج الحدود الجغرافية لليبيا، محاولاً التبرير أو التعليل.

أنا أتحدث عن ليبيا، وفي هذا الشأن الكل سواء، ولم يرحم ربي أحداً، إلا بدرجة أو درجتين، فالخطاب الذي تكشفه منصات التواصل الاجتماعي (وعلى ذات المستوى الإعلام بمختلف قنواته وأشكاله)؛ فقد أفلحت في رفع الغطاء، وكانت كافية لإثبات هذه الحقيقة، أننا مالاخير (حزمة كرناف)!

أسماء وترشيحات!

الكثير من الأسماء، يتم تداولها؛ خلال هذه الأيام، كأسماء مرشحة (للتصويت عليها) لرئاسة ليبيا، وهي كثيرة ومختلفة التوجهات والأفكار، ولا أعرف إن كانت تملك خططاً حقيقية لبناء ليبيا، إلا اسم أو اثنين (أو كما أظن)، وذلك من خلال الإنتاج الفكري لهما.

القاعدة في ثقافات الليبية، هذا ولد منوا؟

وهنا السائل لا يريد معرفة اسم الأب واللقب، لأنه لن يكتفي إلا بتقرير يؤصل لهذا الولد حتى سابع جد نسبا وفخذا ولحمة (وكان غرقت خير وخير)، وكل ما يتصل بعائلته وأقاربهم وأصهارهم، وتاريخهم الظاهر والسري، وهذا وفي يبقى في البال لولا!

بذات العقلية والمبادئ، يتعامل الشارع الليبي مع الأسماء المرشحة (بل والمنافسون أيضاً)، بل إنهم يصنفون كل اسم ويلخصون تاريخه في صفة أو جملة، وقبل قليل كنت قرأته مجموعة من التعليقات على خبر أحد الأسماء المرشحة لرئاسة ليبيا، حيث لم تتناول التعليقات الاسم المرشح في شخصه أو برنامجه أو ما يمكن أن يقدمه، إنما تمسكت في تلابيب تاريخه الفني تجرحره منه على طول التايم لاين!

طبيعة / ثقافة!

نحن مجتمع نشأ على مراحل، بالتالي يعاني تاريخنا من الانقطاع بشكل كبير، ما إن تمر حالة من شبه الاستقرار حتى تتغير الأمور بالعودة إلى نقطة بعيد عما انتهينا منه، لذا فنحن شعب يرتاب في الآخر، ولا يطمئن لأي وجهة نظر لا تخدم مصلحته، نؤمن بما في أيدينا وما نقبض عليه، لا وقت لدينا لانتظار المستقبل. الوطن هو النجع ومراعي القبيلة، وما خلف الرتمة لا علاقة لنا به، أو هذا ما أوصى بيه شيخ القبيلة والفقي!!

عندما خرج النفط، لم تستطع الدولة الفتية أن توجد آلية حقيقية للاستفادة المثلى منه، ربما حاولت، وربما لم تملك الخبرة لإدارة هذا المورد، وتنظيم المجتمع الليبي الذي ترك كل ما في يديه واتجه شمالاً. ليأتي النظام الجماهيرية ليعمق فكرة الجمهرة والجماهير فسقطت وانتهت الكثير من المشاريع الصناعية والتجارية، وصرنا دولة ريعية، نطالب بحقنا في كل شيء لأننا نملك كل شيء ولا نريد أن نعمل شيء، وتعمق التشظي أكثر فأكثر، وصار الوطن نهبة ووسيلة للاسترزاق!!

رئيس ليبيا القادم

ثمة من يحلم بهذا المكان! والحلم حق مشروع، لكن المنصب لن يكون سهلاً، والتركة أصعب من أن تدار بقدرات عادية! فقد اختلطت بالدماء، والتدخلات، والمرتزقة، والفساد، والقائمة تطول.

كان الله في عون رئيسنا القادم! لأنه سيواجه الليبيين؛ الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب، وسيكون هناك من يقول:

– نعرفه، من يومه هكي……

– كان زميلي، وما كانش حاجة كبيرة، ينجح بالدف…

– أسألني عليه أني، تي نعرفه ذات وصيفات، وياما قعمزنا في المربوعة…

– من قال ……. ولد فلان يولي منه يصير رأيس…

– هذا، ملفاته كلها عندي…

– تي هادا حاطينة …………….، أنا اللي نعرف!!!

ولن ينتهي الأمر عند هذا الحد!!!


Photo by Olya Kobruseva from Pexels

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.