ثلاثة أسباب تجعلني أقول إن من قام بعملية القصف الجوي ليوم 18/08/2014 هي جهة أجنبية، وليست عربية أو إقليمية.
السبب الأول
دقة تنفيذ الأهداف خلال العملية الجوّية التي نفذت صباح 18-08-2014، والذي يعكس؛
– معرفة عميقة بطبيعة الصراع.
– معرفة واضحة بالمواقع العسكرية على الأرض.
– متابعة لحركة وتطور المواجهات في ساحة المعركة. بالتالي تحديد مصادر النيران.
وهذا يحتاج سلطة لتنفيذ طلعات استطلاعية، ومراقبة عبر الأقمار الصناعية، وهي تقنية لا يملكها الليبيون، أو يستطيعون النفاذ إليها، ولا حتى أي دولة عربية مجاورة، لأن الاعتماد على البلاغات أو تحديد الاحداثيات لن تكون نتيجته هذه الدقة، التي تعكسها قلة عدد الوفيات الناتجة، من خلال ضرب 8 مواقع على الأرض.
السبب الثاني
الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء الليبي إلى أمريكا، ضمن اجتماعات (أفريكوم)، شملت اجتماعات خاصة مع أعضاء الحكومة الأمريكية وممثلي كبرى الشركات الأمريكية، خاصة الخارجية والدفاع. حيث تم استعراض الملف الليبي، وما يجري على الأرض في ضوء ما لدى القيادة الأمريكية من معلومات.
ويدعم هذا الحراك، قرار مجلس النواب، القاضي بالسماح بالتدخل الأجنبي لحماية المدنيين، من الأعمال العسكرية. ولأن الطلب كان موجهاً للمجتمع الدولي، لن يكون من المستغرب استجابة أي عضو بهذا المجتمع الدولي.
السبب الثالث
محاربة الإرهاب المتمثل في الجماعات الإسلامية، التي بدأت تترعرع في ليبيا نتيجة انهيار الدولة، وما لاقته هذه الجماعات من دعم من بعض الكيانات السياسية التي استخدمتها كذراعٍ عسكري لها.
ولمن يتابع مجريات الأحداث في أوربا وأمريكا سياسياً، سيجد إن الحديث يصب في اتجاه مقاومة التطرف الديني والجماعات الإسلامية، الأمر الذي يجعل رئيس الوزراء البريطاني “ديفيد كاميرون” يحذر من هذا الخطر الذي سنجده يسير في شوارع لندن، لو لم يتم إيجاد حل حازم.
الحكومة الأمريكية، سمحت لوزارة الدفاع بتنفيذ طلعات جوية واستهداف مراكز عسكرية لـ(داعش). وأنا لا أستبعد إن من قام بالإغارة هي طائرات أمريكية متمركزة بأحد القواعد الجوية في البحر الأبيض المتوسط، أو إنها قدمت الدعم المعلوماتي واللوجستي لأحد الدول الغربية أو حلف الناتو لتنفيذ هذه العملية. والتي إن استمرت –أي الغارات الجوية- سيكون أكبر تأكيد على إنها قوى غربية.