في مديح العزلة!!!

(الصورة: عن الشبكة)

في لقاء قديم للدكتور “مصطفى محمود” ضمن برنامج تلفزيوني بعنوان (كاتب وقصة)*، سألت المذيعة المميزة “سميرة الكيلاني”، الدكتور “مصطفى محمود” عن ابتعاده عن الناس وانعزاله، بالرغم من رحلاته خارج البلاد.

ابتسم الدكتور، ثم إجاب:

أنا بين أمرين، إما مسافراُ للخارج، وإما مسافر للداخل، وهو (ويقصد الانعزال) نوع من السفر للداخل!!

ثم أضاف:

من مشاهداتي رحلاتي إلى أفريقيا، كان الثعبان الضخم الكبير (البايثون)، الذي تصنع من جلده الحقائب وغيرها. هذا الثعبان، يخرج من مكمنه لالتهام وجبته (الخروف)، فتجدينه منتفخاً، ثم يعود، ويكمن في مكانه لحوالي الشهرين، حيث يتم خلال هذه الفترة هضم الوجبة، يختفي الانتفاخ، ويخرج (الخروف)؛ قد كده (في إشارة بيديه لحجم ما يخرج عن الثعبان من فضلات).

ثم أتبع حديثه:

المسألة إن الإنسان يأخذ خبرات كهذا الثعبان، ومن بعد يعود ليهضمها، في فترة عزلة. الحياة في نظري؛ أن الإنسان يختلط وينعزل!! لأن عملية الاختلاط هي امتصاص للخبرة والتجربة، والعزلة هي هضم للخبرة والتجربة!!!

خلال قراءاتي لم يصادفني ما يشرح ويفسر ويمدح وينحاز للعزلة، كحديث الدكتور “مصطفى محمود” خلال هذا اللقاء القصير، الذي حقيقة مس شيئاً بداخلي، وربما حفزني على التفكير في الوصول لهذه المعادلة ومحاولة تطبيقها!!!

_______________________

كاتب وقصة: برنامج تلفزيوني عرض في ستينيات القرن الماضي على التلفزيون المصري، فكرة وتقديم الإذاعية الميزة “سميرة الكيلاني”، وإخراج المخرج الكبير “يحيى العلمي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.