النشيد الوطني الجزائري.. الأفضل والأقوى

في ظني المتواضع، إن أفضل الأناشيد الوطنية العربية، هو النشيد الوطني الجزائري، المعروف بنشيد (قسماً) الذي كتب كلماته المناضل والشاعر الجزائري “مفدي زكريا” ووضع ألحانه الفنان المصري “محمد فوزي”، المطرب والملحن، بعدما مر قبله على ملحنين اثنين، الأول هو الملحن الجزائري محمد التوري؛ حيث رفض اللحن لفقده للروح الثورية، أما الثاني فهو الملحن التونسي محمد التريكي؛ والذي وضع لحناً لكل مقطع، مما حوله إلى خمس أناشيد، فتم رفض اللحن.

أما لماذا أعتبره أفضل الأناشيد الوطنية، فلسبب أساسي، لم يتوفر لباقي الأناشيد الوطنية العربية، فقد كتبت كلمات النشيد، إبان مقاومة الاحتلال الفرنسي للجزائر، بإيعاز من المناضل “عبان رمضان”، ليكون النشيد الوطني الجزائري، رسمياً، منذ العام 1963م، تاريخ استقلال الجزائر.

تؤكد المعلومات، إن الشاعر “مفدي زكريا” كتب النشيد في يومين، وهو المشارك في النضال الوطني ضد المستعمر الجزائري، حد التعرض للسجن والتعذيب والملاحقة. فجاءت كلمات النشيد قوية معبرة عن هذا النضال، حماسية من واقع وطيس المواجهات التي عاشها المجاهد الجزائري، إنك تحس بالمقاومة في كل كلمة وشطر وبيت، وهو ما افتقدته الأناشيد الوطنية العربية التي أخذت إما من قصائد كتبت لأغراض أخرى، أو كتبت بطلب أو أمر، أم تم اختيارها من من خلال مسابقة، بمعنى إنها كتبت في حال من التمهل والراحة، لذا فهي أناشيد في أغلبها واصفة تتغزل بحب الوطن، وما سيقدمه الأبناء دفاعاً عنه، دون أن يكون لهذه الأناشيد العمق النضالي الحماسي والوطني الحقيقي، الذي لم يتحقق إلا في نشيد عربي آخر هو نشيد (الله أكبر)، الذي كان النشيد الوطني الليبي منذ العام 1969م، وهو نشيد كتب ولحن إبان حرب السويس، فكان نشيد المقاومين، بما يحمل من حماسة وإثارة للروح الوطنية وتعزيزها، ومنازلة العدو. هذا النشيد للشاعر “عبدالله شمس الدين” ومن ألحان “محمود الشريف”.

الجدير بالذكر، إن فرنسا طالبت الحكومة الجزائرية بحذف مقطع (يا فرنسا …)، لكن المجاهدين الجزائريين رفضوا لأنها لم تعترف بجرائمها المرتكبة في الجزائر، ثم خلال المراسم الرسمية، كان يكتفى بمقتطف من النشيد، بنص قانوني، لتعود الحكومة مؤخراً بقرار تقر فيه بضرورة أن يعزف النشيد الوطني الجزائري كاملاً، بما في ذلك مقطع (يا فرنسا …).


كلمات نشيد (قسماً)

قسما بالنازلات الماحقات

والدماء الزاكيات الطاهرات

والبنود اللامعات الخافقات

في الجبال الشامخات الشاهقات

نحن ثرنا فحياه أو ممات

وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر

فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا…

*

نحن جند في سبيل الحق ثرنا

وإلى استقلالنا بالحرب قمنا

لم يكن يصغى لنا لما نطقنا

فاتخذنا رنه البارود وزنا

وعزفنا نغمه الرشاش لحنا

وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر

فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا…

*

يا فرنسا قد مضى وقت العتاب

وطويناه كما يطوى الكتاب

يا فرنسا إن ذا يوم الحساب

فاستعدي وخذي منا الجواب

إن في ثورتنا فصل الخطاب

وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر

فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا…

*

نحن من أبطالنا ندفع جندا

وعلى أشلائنا نصنع مجدا

وعلى أرواحنا نصعد خلدا

وعلى هاماتنا نرفع بندا

جبهه التحرير أعطيناك عهدا

وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر

فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا…

*

صرخه الأوطان من ساح الفدا

فاسمعوها واستجيبوا للندا

واكتبوها بدماء الشهدا

واقرأوها لبني الجيل غدا

قد مددنا لك يا مجد يدا

وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر

فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا…


كلمات نشيد (الله أكبر)

الله أكبر فوق كيد المعتدي

والله للمظلوم خير مؤيد

أنا باليقين وبالسلاح سأفتدي

بلدي ونور الحق يسطع في يدي

قولوا معي قولوا معي

الله الله الله أكبر

الله فوق المعتدي

*

يا هذه الدنيا أطلي واسمعي

جيش الأعادي جاء يبغي مصرعي

بالحق سوف أهده وبمدفعي

فإذا فنيت فسوف أفنيه معي

قولوا معي قولوا معي

الله الله الله أكبر

الله فوق المعتدي

*

قولوا معي الويل للمستعمر

والله فوق الغادر المتجبر

الله أكبر يا بلادي كبري

وخذي بناصية المغير ودمري

قولوا معي قولوا معي

الله الله الله أكبر

الله فوق المعتدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.