المصحات والمواطن

(الصورة: عن الشبكة)

بالأمس كنت في أحد المصحات المشهورة بمدينة طرابلس انتظر دوري صحبة ابني لمراجعة أحد الدكاترة الاستشاريين.

قبلها بيومين سجلت ابني، وبناء على توجيهات فتاة الاستعلامات:

– تمام توه.. يوم الأربعاء تجي، تاخد رقم وتدفع الكشف..

علقت:

– مانقدرش ناخد رقم من اليوم، صرحة نبي رقم بكري.

الموظفة:

– لا، لو تبي رقم بكري تعالى بكري وسجل وادفع في المبنى الرئيسي.

في اليوم الموعود، كنت عند الساعة الـ07:30 صباحاً أمام الشباك، سجلت ودفت الكشف، ولله الحمد كنت الرقم (1). ومن بعد سيكون علي العودة الساعة الثانية، فهو موعد بداية الكشف.

متابعة القراءة

النازحون وحكايات الجشع

الهلال الأحمر يقدم الدعم النفسي لأطفال الأسر النازحة في طرابلس (الصورة: وكالة الصحافة الليبية)

قصة 1..

عائلة نازحة، خرجت في إجازة لمدة أسبوع!! عند عودتها إلى البيت الذي قاموا باستئجاره، وجدوا أن قفل الباب الرئيسي تم تغييره!!

حاولوا الاتصال بصاحب العقار، لم يجب؟؟!!

بعد يومين أجاب على اتصالاتهم، ومكنهم من الدخول والحصول على حاجياتهم، فقد قام بتأجير الشقة إلى آخر، دفع 500 ديناراً ليبياً زيادة عن قيمة الإيجار الأصلي.

متابعة القراءة

سالمة ديما سالمة

حكايات ليبية

http://www.libya-al-mostakbal.org/upload_new/039/25bf48d02ced247289ca5ad5260630bb.jpg

عن الشبكة

– سمتني أمي سالمة، باش نكون ديما سالمة!!!

هذه إجابتها لكل من يسألها عن اسمها، فهي لا تكتفي بمجرد الاسم، واللقب، بل تتبعه بجملتها التي صارت لقامتها (سالمة، ديما سالمة).

كل سكان الحي يعرفون “سالمة” وقصتها، التي يحفظها الجميل، وتنتقل من جيل إلى جيل، ولا تجد من يخطئ في روايتها، أو سرد أحداثها، لأنه سيجد من يصحح له، لذا لا جدوى من الإضافة أو محاولة تزيينها، فهي حكاية مكتفية.

ولدت “سالمة” في ذات التي الذي تسكنه، ولدتها الملائكة، فعندما استبطأت الجارات، جارتهم “مقبولة”، تواعدن على زيارتها بعد العودة من جلب الماء، وعندما دخلن عليها، وجدنها تحمل بين يديها طلفلتها الصغيرة، وسارعت بقولها:

– سميتها سالمة، باش ديما تكون سالمة!!!.

متابعة القراءة

حكايات ليبية.. حكاية غادية

%d8%ad%d8%a7%d8%a6%d8%b1%d8%a9

آخر مرة رأيتها فيها، كانت قبل أكثر من 20 عاماً، حيث جمعنا النشاط الجامعي في أحد أمسياته، كانت تقرأ كلماتها في هدوء وثقة، قبل أن تضج القاعة بالتصفيق عند آخر كلمة.

لكن هذا اللقاء كان مختلفاً، فلم أرى الـ”غادة” التي عرفت، لم تكن السنين، ولم تكن مصاعب الحياة، إنما: الليبيين!!!.

في ذلك اللقاء العارض، لم يكن سهلاً علي أن أتركها تمضي في حالها، بعد ما رأيت حالة الشقاء البادية على وجهها، فبالرغم من اختلاف توجهاتنا الدراسية، جمعنا النشاط الجامعي، لتبدأ علاقة يجمعنا فيها هم الكتابة، ورغم طلبي منها نشر ما تكتب، إلا إنها لم تستجب أبداً، ولو لمرة واحدة، ظلت تشارك في الأمسيات الجامعية، وتحفظ ما تكتبه في حقيبتها، أو مذكراتها.

متابعة القراءة

الهروب

حكايات ليبية

في أحد تدويناتي طلبت مرة من الشعب الليبي أن ترك البلاد ويخرج، نعم يتركها للعابثين والناهبين والمصلحيين والمتحكمين والراغبين في الكرسي، ويخرج طلباً لحقه في الحياة، والعيش الكريم.

وها هو أبٌ، بحث عن الخلاص والشفاء لابنته في وطنه، ولم يجده، فقرر أن يسلك سبيل الهاربين المهاجرين، عبر البحر. في رحلة (شن جابرك عالمر، غير الأمرْ منه).

نعم “ساجدة” تحرج رفقة أبيها في زورق عابرة (حارقة) البحر الأبيض المتوسط، هرباً من ظلم ذوي القربي، الذين لم يرحموا عزيز قومٍ ذل، وذل الشعب كله.

بدأت الرحلة صباح 28 يونيو 2016 في زورق مطاطي (زوديك)، يقوده المواطن الليبي “عبدالحكيم بشير الشائبي”، صحبة ابنته “ساجدة”. وبعد 30 ساعة من الإبحار في عرض البحر، أوقفت زورقهم الصغير، سفينة حربية إيطالية، حملتهم إلى صقلية، لتدخل “ساجدة” التي أجهدتها الرحلة والسرطان المصحات الإيطالية، وترسل من بعد صورها للوطن وهي تبتسم على سريرها في المصحة.

متابعة القراءة